نحن شعب واحد تجمعنا لغة واحدة هي اللغة العربية، وكذلك الدين الاسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة، وتربطنا روابط مشتركة كالتاريخ والعادات والتقاليد ووحدة الدم والهدف والمصير والنسب، لنا اهداف وتطلعات وطموح نحو الأحسن والأفضل والعيش بكرامة وسعادة. فنحن امة واحدة كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
طبعاً لنا احاسيس ومشاعر وعواطف نحو بعضنا البعض، فنفرح لافراح الآخرين ونحزن لآلامهم ونشاركهم هذا الشعور. شعبنا في الاردن الغالي أنجب كوكبة من المتعلمين الأفاضل كان لهم الدور الأكبر والمميز في نهضة البلاد وتقدمها وتطورها. فمنهم كان: الأطباء والمهندسون والمعلمون والمحامون والقضاة والمحاسبون والصيادلة والممرضون ودكاترة الجامعات والاخصائيون النفسيون والاجتماعيون. هؤلاء جميعا تسلحوا بالعلم فنهلوا العلوم والمعرفة من امهات الكتب والمراجع، واعدوا التجارب والابحاث، فنجحوا نجاحا باهرا وحققوا تفوقا عظيما في مختلف المجالات من علمية واكاديمية واقتصادية وأدبية وفنية وغيرها.
لقد كان من ثمرات جهود هذه الفئات المتعلمة انتشار المعاهد والجامعات والمستشفيات الراقية ذات السمعة الطبية الرائدة، وفي مقدمتها الصرح الطبي العظيم المتمثل في مدينة الحسين الطبية، ثم مستشفيات القطاعين العام والخاص والتي منها: مستشفى الجامعة الاردنية ومستشفى البشير ومستشفى عمان الجراحي والمستشفى التخصصي ومستشفى الخالدي وغيرها من المستشفيات الرائدة.
ايضا هؤلاء الاخوة المتعلمون خدموا بعلمهم الوطن من خلال تدريسهم ابناء الوطن في المدارس والجامعات وكليات المجتمع، ومن خلال مرافقتهم في المحاكم لاعادة الحقوق الى اصحابها ومناصرة المظلوم. كذلك كان من ثمرات تعلمهم وتدربهم ونتيجة خبرتهم والكفاءات التي تمزوا بها انتشار المصانع والمعامل وبناء الشقق السكنية والقصور والفلل وبناء الجسور والانفاق وفتح شوارع جديدة كمشارعي الاستقلال والاردن واقامة الحدائق والمتنزهات وبناء المؤسسات ودور العبادة والمساجد والمراكز الصحية وتعبيد الطرق، والاهتمام بتطوير البلاد سياحيا من خلال ترميم الاماكن الاثرية والاهتمام بالاماكن السياحية. واعلاميا ساهم الاخوة العاملون في مجالات العمل التلفزيوني والاذاعي وفي الصحف والمجلات في تثقيف المواطن ووضعه في صورة الاحداث وآخر التطورات في العالمين العربي والدولي، وتقديم البرامج المتنوعة التي تفيد المشاهد والمستمع كالبرامج الرياضية والدينية والتعليمية والعلمية والندوات والمسلسلات الهادفة وبرامج المسابقات وغيرها.
نعم بارك الله في جميع اخواننا سواء كانوا من الفئة المتعلمة او من الفئة المهنية، فكلنا جنود لخدمة بعضنا البعض، ولخدمة الوطن الذي فتح ابوابه جميعها لاستقبال الاخوة العرب والترحيب بالسياح والزوار. فلنكن جميعا عند حُسن الظن وعلى قدر المسؤولية والارادة، وليكن شعارنا دائما: بالعلم والايمان نخدم الاوكان ونرفع البنيان