Thread Back Search




›› ›› ›› ››



بحث علمى عن دعائم بناء المجتمع المتقدم النظام والانضباط ومراعاة الحقوق والواجبات

اضافه رد
  • 02-24-2024 | 06:05 AM
  • ghlasa



  • بحث علمى عن دعائم بناء المجتمع المتقدم النظام والانضباط ومراعاة الحقوق والواجبات


    العالم قد أصبح كأنه بيئة واحدة ، أو غرفة واحدة ، أو قرية واحدة ، والمشكلات أصبحت كثيرة - شئنا أم أبينا - سواء على المستوى المجتمع الكبير ، أو المجتمع الصغير ، على مستوى الأسرة ، وعلى المدينة ، أو القرية ، أو المجتمع كله .

    فنحن نعيش مشكلات كثيرة ، من أخطرها ما يسمى بالعنف الأسري ، ونحن نريد أن نتكلم عن أسس بناء المجمتع ، بحيث إذا أتقناها على جهة صحيحة استطعنا أن ننظر في حاجة المجتمع ، وأوجه النقص في أي عنصر من هذه العناصر .
    فعوامل بناء المجتمع هي : الإيمان بالله - عز وجل - بكل ما تعنيه الكلمة ، وشعائر العبادة ، والعلم ، والأخلاق ، والمال ، والحوار - أو الشورى - وسوف أتكلم عن الشورى باعتبارها ميدان الحوار ، والعدل ، والاعتراف بالحقوق وأدائها .
    هذه هي المقومات التي يبنى عليها المجتمع ، لذا فعلينا أن ننظر إلى مدى وجود هذه المقومات في المجتمع ، وتحققها على وجه صحيح ، فإذا وجدت ، انسجم المجتمع ، وأصبحت لبناته منسجمة ، أو متراصة ، فيعيش حياة مطمئنة .
    الإيمان
    فالإيمان : لا شك أنه هو المنطلق ، وهو الأساس والمرتكز ، و يكفي أن نشير للإيمان بما يمتلئ به قلب العبد من اليقين والرضا ، والاعتماد على الله - عز وجل - والتوكل عليه ، والاستعانة به ، وتفويض جميع الأمور إليه ، بمعنى أنه ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك .
    فهذه القواعد ، وهذه المبادئ ، إذا وجدت في قلب الفرد والمجتمع ، استقر كثيرا ، قال – تعالى - ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [ سورة الرعد : الآية 28 ] .
    فأول ما يؤسس الطمأنينة ، هو الإيمان بالله - عز وجل – ثم يأتي بعد ذلك فروع الإيمان ، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر ، خيره وشره ، واليوم الآخر ، إلى آخر شعب الإيمان ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « الإيمان بِضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان » (1) .
    حتى إماطة الأذى عن الطريق ، لها مدخل في الإيمان ، يكفي أن نعلم ضرورة وجود الإيمان الصحيح - عند الفرد والمجتمع - حتى يطمئن ، وحتى يستقر ، ولهذا قال - سبحانه - ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [ سورة النحل : الآية 97 ] ، فالحياة الطيبة ، والاستقرار في المجتمع ، لا يأتيان إلا بوجود الإيمان ، كما قال - سبحانه - في سورة العصر ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [ سورة العصر : الآية 1-3 ] .
    العبادات
    والأمر الثاني هو شعائر العبادات ، فلا بد أن يقيم الناس العبادات التي أمرهم الله – عز وجل – بها ، فإذا لم يقم المجتمع هذه العبادات ، فلا بد أن يحدث خلل في المجتمع .
    وأهم هذه العبادات - بعد الشهادتين - هي الصلاة ، والصلاة لا بد أن تظهر في الأمة ، والصلاة شعارها الأذان ، والأذان من شعائر الإسلام ، ولا بد أن يظهر ، فأنا أوردت الصلاة على أنها نموذج .
    ثم يأتي بعد ذلك الزكاة والصيام والحج ، ثم العبادات الأخرى ، لكن من أظهرها الصلاة ، فلا بد أن تظهر شعائر العبادات في الأمة ، ولهذا قال - سبحانه - ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [ سورة النحل : الآية 97 ] ، وأوضح مظاهر الأعمال الصالحة هي العبادات .
    الأخلاق
    ومن عوامل البناء في المجتمع ، الأخلاق ، والأخلاق بابها واسع ، والحديث عنها طويل ، لكن لو تحدثنا فقط عن الصدق وحده ، لو تحقق في الأمة ، لكان لها شأن عظيم ، وتأملوا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا » (2) .
    فالصدق مظهر من مظاهر الأخلاق ، ولا يمكن أن يستقيم المجتمع حتى تظهر فيه هذه الأخلاق ، من الصدق والصبر والحلم ، ومن الوفاء ، إلى آخر هذه الأخلاق الحسنة التي حثنا الإسلام عليها .
    العلم
    ومن عوامل البناء في المجتمع ، العلم ، إذ لا يتصور أن تقوم أمة بغير علم ، ولهذا قيل :
    بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لم يُبن ملك على جهل وإقلال
    فالعلم لا بد منه ، والعلم درجات وأحوال ، فيه ما هو فرض عين ، وفيه ما هو فرض كفاية ، ونحن هنا لا نتكلم عن هذا ولا ذاك ، بل نتكلم عن أن الإنسان لا يجوز له أن يأتي شيئا إلا عن علم ، على حد قوله - سبحانه - ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [ سورة الإسراء : الآية 36 ] ، فهذا هو الذي يبني المجتمع ، لا بد أن يكون عندنا علم ، فكلما زاد علم الإنسان ، أصبح مهذبا ، وأصبح لبنة صالحة ، والمجتمع كذلك .
    المال
    ومن عوامل البناء في المجتمع ، المال ، وفي الحقيقة هناك قصور ، أو تقصير ، في النظر للمال ، فلو تأملتم كتاب الله - عز وجل - وحديثه عن المال ، لغيرنا نظرتنا إليه ، فأول سورة مكية نزلت ، جاء فيها ذكر المال ، قال – تعالى - ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾ [ سورة العلق : الآية 6-7 ] .
    ولا تكاد سورة مكية تخلو من حديث عن المال ، ناهيك عن السور المدنية ، في أحكام المال ، والكسب والإنفاق ، إلى آخره ، لأن الله - سبحانه وتعالى - حينما استخلف آدم وبنيه في هذه الأرض ، وطلب منه عمارتها ، جعل وسيلة العمارة ، هي المال ، ولهذا قال - سبحانه - ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا ﴾ [ سورة النساء : الآية 5 ] ، وقياما ، أي تقوم بها حياتك ، فلا يتصور أن تقوم أمة بلا مال .
    ومفهوم الزهد والورع ينبغي أن يحرر ، فلا شك أن الزهد حق ، والورع حق ، لكن ليس المراد أن تكون فقيرا ، ولا أن تكون زاهدا ، بحيث تهمل أهلك وأولادك ، بل الله - عز وجل - قال ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ ﴾ [ سورة الطلاق : الآية 7 ] .
    فلا تقوم الحياة إلا بالمال ، ولا يقوم المجتمع إلا بالمال ، ولا تقوم الأسرة إلا بالمال ، بل إن فلاح الأسرة بالإنفاق ، وليس في التقتير ، بل أنا لا أرى أن المال يفسد الإنسان ، فهذا غير صحيح ، فالذي يفسده هو الإسراف ، أو التقتير ، أما الإنفاق فهو مطلوب .
    نحن نحتاج إلى إعادة النظر في مفهوم وظيفة المال ، ومفهوم الفقر ، ومفهوم الزهد ، ومفهوم الورع ، ولهذا لا يتصور أن يقوم المجتمع من غير مال ، لكن لا بد أن يكون المال من حلال ، وإنفاقه في حلال ، ولا شك أن أكل الأموال بالباطل ، بالربا ، أو بالغش ، أو ما إلى ذلك لا يجوز ، بل هذا يهدم المجتمع
    الشورى
    ومن عوامل البناء في المجتمع ، الشورى ، وهو الحوار ، فلا يتصور أن يقوم المجتمع على وجهه ما لم يَسُد فيه مبدأ الشورى ، وليس المراد بالشورى ، ذلك المجلس السياسي ، أو مجلس البرلمان ، بل المقصود الشورى في الأمة كلها ، قال الله - عز وجل - ﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [ سورة الشورى : الآية 36-43 ] ، هذه الآيات من سورة الشورى ، وهي مكية ، وكلها تؤكد ما قلت من مقومات المجتمع ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [ سورة القصص : الآية 60 ] ، وقول - سبحانه - ﴿ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ ليس في الآخرة فقط ، بل هو خير في الدنيا كذلك ، والله عنده خير الدنيا والآخرة ، لكن الحياة الحقيقية هي التي أعدها الله – عز وجل – لعباده الموحدين ، في الجنة ، ﴿ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ .
    لاحظ أن الله - عز وجل - قال ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [ سورة الشورى : الآية 38 ] ، فالعلماء يقولون : إن "أمر" كلمة عامة ، يعني شأنهم كلهم شورى ، فلم يقل : حكمهم شورى .
    وقال - سبحانه - في سورة آل عمران ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [ سورة آل عمران : الآية 159 ] ، يعني في الشأن ، فكل شيء ينبغي أن تدخله الشورى ، وحينما أقول شورى ، فإني أعني بذلك الحوار .
    الكلام عن الشورى
    الشورى بمعنى التشاور ، فعندما نقول شورى ، فإننا نعني التشاور ، فحينما يقول - سبحانه وتعالى - ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [ سورة الشورى : الآية 38 ] ، فإن هذا يعني أنهم كانوا لا يبرمون أمرا إلا بعد محاورة ، والشورى - كما قلت - ليست مقصورة على الحكام ، أو على ساسة الأمة ، بل الشورى تكون في كل الأمور ، ألم يقل الله - عز وجل - ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ﴾ [ سورة البقرة : الآية 233 ] .
    فهنا شورى بين الزوج والزوجة ، في فطام ابنهما ، وقد أخبر الله - عز وجل - أنه لا يكون إلا عن طريق تراضٍ وتشاور ، فالله يريد في العلاقات بين الزوجين أن يسودها الرضا والتشاور .
    ويقول – تعالى - ﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَائْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ﴾ [ سورة الطلاق : الآية 6 ] ، وائتمروا : يعني تفاهموا ، يعني تشاوروا ، يعني تحاوروا بمعروف ، بعدل برحمة ، بفهم بموازين عادلة ، مع احترام العادات الحميدة ، وائتمروا : خطاب للأزواج ، وفيه كيف يكون هذا الحوار ﴿ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ﴾ ، فينبغي أن يكون هناك تفاهم ، ولهذا قال ﴿ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ ﴾ [ سورة الطلاق : الآية 6 ] ، والفعل تعاسرتم - كما يقول اللغويون - : فعل مشاركة ، بمعنى أن هناك مشاركة بين الزوجين في هذا الفعل .
    فالشورى أساسية في بناء المجتمع ، وفي بناء البيت ، فحينما ننظر إلى مثل قوله - سبحانه - ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [ سورة النور : الآية 62-63 ] ، نجد فيه تنظيما للاجتماع ، فلا بد أن يكون فيه تشاور ، وخصوصا إذا كان في بحث أمور تهم الأمة .
    وقوله ﴿ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ ﴾ أي أمر يهم الأمة .
    وقوله ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ﴾ [ سورة النور : الآية 62 ] يفيد أنهم مجتمعون ، ويفيد أنهم يتشاورون ، ويفيد أنهم يبحثون أمورهم بشكل جماعي .
    العدل
    ومن عوامل البناء في المجتمع ، العدل ، والعدل مفهومه واسع ، قال – تعالى - ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ [ سورة النحل : الآية 90 ] ، وقال ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ﴾ [ سورة الأنعام : الآية 152 ] ، وقال ﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴾ [ سورة المائدة : الآية 8 ] ، وقال ﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾ [ سورة النساء : الآية 135 ] ، فإذا لم يسد العدل في الأمة ، وقابله الظلم ، انهدم المجتمع ، فلا بد من العدل على مستوى الأسرة ، وعلى مستوى الحكم ، وفي كل المعاملات .
    الاعتراف بالحقوق وأداؤها
    ومن وسائل البناء ، الاعتراف بالحقوق وأداؤها ، فيجب أن نعترف بحقوق الناس ، حق الجار ، حق الوالد ، حق الأم ، حق الأخ ، حق الصغير ، حق الكبير ، حق ولي الأمر


    بحث علمى عن  دعائم بناء المجتمع المتقدم النظام والانضباط ومراعاة الحقوق والواجبات wink.gif




    المواضيع المتشابهه:


    fpe ugln uk ]uhzl fkhx hgl[jlu hgljr]l hgk/hl ,hghkqfh' ,lvhuhm hgpr,r ,hg,h[fhj




    لو عجبك الموضوع اضغط شير لنشر الموضوع مع اصدقائك

      أضـغط هنـآ


    من مواضيعى
    0 صور بنات فيس بوك عارية 2024 ، صور بنات فيس بوك مثيرة 2024
    0 العميد فريد حسن خميس بطل من ابطال القوات الجوية
    0 بالصور مجزرة الدفاع الجوي مرتضى منصور والوايت نايت ومازال القتل مستمر
    0 حظك اليوم برج الدلو الاحد 1-3-2024
    0 فريد الديب اخلاء سبيل مبارك يوم غداء الخميس او بعد غداء الجمعة
    0 صفاء النفس فى رمضان 2024 ، نصائح رمضانية لكل الصائمين فى شهر رمضان 1434.2024
    0 صور حب Hd 2018 , w,v pf 2018 , صور رومانسية جديدة لكل الاحباب 2018
    0 صور ياسمين صبري من فيلم عيدالفطر جحيم في الهند 2024 - 2025 , صور ياسمين صبرى Yasmine Sabri
    0 صور كومنتات مضحكة ، صور كوميكسات للتعليق ، صورفيسبوك مضحكة Comics2024
    0 معلومات عن الاستاذ الدكتور محمد محمد شتا زيتون من مدينة ادكو
    0 فساتين زفاف مصرية 2025 ، صور فستان زفاف 2025 ، Wedding Dresses2025
    0 رمزيات فرحة العيد تكمل مع آسمك مالك , مازن , مؤمن , كيمو , كمال , قصي , فاروق , فارس , عيسي , فؤاد
    0 حظك اليوم الخميس 28-7-2024 - 2025 , ابراج اليوم الخميس 28/7/2024 - 2025 , توقعات الابراج اليوم 28 يوليو2024 - 2025
    0 توقعات برج العقرب بنات 2024 ، معلومات عن صاحبة برج العقرب بنات 2024 ، توقعات الابراج للبنات 2024
    0 سلبيات آصحاب برج السرطان , عيوب برج_السرطان يجب ان تعرفها 2024 / 2025
    0 حظك اليوم الاحد 9-3-2025، ابراج مكتوب اليوم الاحد 9/3/2025,حظك اليوم الاحد 9مارس 2025
    0 اصابة معبودة الجماهير الفنانة شادية بجلطة فى المخ في مستشفي العاصمة
    0 حظك اليوم برج الميزان الاربعاء 24-4-2024 , برج الميزان اليوم 24 ابريل 2024
    0 تفسير حلم الدعاء فى الحلم و ابواب السماء اتفتح
    0 سيرة ذاتية ومعلومات عن مجدي عبد الغفار وزير الداخلية الجديد
    0 حظك اليوم الاثنين 3-2-2025، ابراج اليوم الاثنين 3/2/2025 ،حظك اليوم الاثنين 3 فبراير 2025
    0 طريقة عمل عصير الكيوي ، عصير الكيوي 2025
    0 صور اسلامية المولد النبوي الشريف 2025 ، صور حكم اسلامية المولد النبوي الشريف 1435
    0 اسرار و صفات توقعات برج الجوزاء لعام 2024 ، مميزات وعيوب برج الجوزاء لعام 2024
    0 حكم فيس بوك شهر رمضان 1435 ، حكم وكلمات على صور لشهر رمضان 2025
    0 رسائل نكت عيد الام 2024 ـ صور مضحكة عيد الام 2024 ، عيد الام 2025
    0 توقعات برج العقرب شهر سبتمبر 2025 ، توقعات الابراج برج العقرب لشهر سبتمبر 2025
    0 قرار النادى الأهلى اتجاة احمد عبد الظاهر
    0 عدد التوكيلات التى جمعها مرشحين رئاسة الجمهورية السيسى و صباحى اليوم الاول
    0 صور وتفاصيل القبض على هشام قنديل رئيس الوزراء فى عهد الاستبن محمد مرسى
    0 كلمات اغنية سمسم شهاب أغنية مشوار 2024
    0 تعلم اللهجة المصرية بدون معلم و تحدثها بطلاقة ، تعليم اللغة المصرية بكل سهولة 2025
    0 توقعات برج الحمل شهر مايو2024 ,توقعات الابراج شهر مايو2024 , برج الحمل شهر 5 عام2024
    0 حظك اليوم برج الحوت الجمعة 7-6-2024 , برج الحوت اليوم 6 يونيو 2024
    0 كلمات اغنية بوسى تعالى من مسلسل حالة عشق ، اغنية تعالي غناء بوسي 2024
    0 القبض علي مسجل خطر بواسطة مباحث مركز ادكو بمحافظة البحيرة
    0 حظك اليوم برج الجوزاء الثلاثاء 12-3-2024 , برج الجوزاء اليوم 12 مارس 2024
    0 حظك اليوم برج الحمل السبت 1-6-2024 , برج الحمل اليوم 1 يونيه 2024
    0 صور ليلة العيد كل عام وانتم بخير ، صور عيد سعيد ، عيدمبارك 2024 - 2025
    0 كلمات اغنية عمرو دياب واهي ذكريات من البوم عمرودياب2024 الليلة
  • 02-24-2024 | 05:29 PM
  • الورد الابيض
  • مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور

  • 02-24-2024 | 06:44 PM
  • hanon
  • مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووور

  • 02-25-2024 | 09:05 PM
  • احمد
  • شكرااااااااااااااااااااااا

  • 02-25-2024 | 09:21 PM
  • Ssabba
  • شكررررررررررررررررررا

  • 02-26-2024 | 09:50 PM
  • dar
  • ممتاز وجزاكم الله خير

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc
adv ghlasa by : ghlasa