بحث علمى عن حب الوطن ، مقال عن حب الوطن ليس شعارات تردد انما عمل واخلاص
مقال عن حب الوطن ليس شعارات تردد انما عمل واخلاص
المصريون لا يرغبون في عمل أو إنتاج, الكل يذهب إلي مكان عمله متأففا, ينتهكون قواعد المرور بكل برود واستهتار.. يلوثون شوارعهم وينشرون كل مظاهر القبح وكأنه سلوك انتقامي.. شعار كل فرد منهم انا ومن بعدي الطوفان.. وكأنما حب الوطن لا يكون الا بترديد حفنة من أغان وكلمات حماسية, والتلويح بالأعلام وأقلام الليزر.. ثم يعود الكل إلي منزله وكأن شيئا لم يكن!
لماذا لا يترجم المصريون حبهم الا بالاغاني؟ لماذا يبخلون بالاخلاص والاتقان في العمل, لماذا يسيرون بسياراتهم عكس الاتجاه؟ لماذا يتمردون علي القانون؟ لماذا يعمدون إلي الفوضي ويكرهون النظام, لماذا يتملكهم الزهو عند سماع كلمات الفريق عبد الفتاح السيسي بأن مصر ستكون قد الدنيا ولا يفعلون إلا كل ما يؤدي إلي نتيجة اخري عكسية تماما؟؟
يلوحون بالاعلام وتردد حناجرهم اغاني حب الوطن, تمتلئ أعينهم بدموع الفرحة, وتنبض ملامحهم بالسعادة والنشوة والحماس, يتبادلون التحيات والابتسامات ومشاعر الود وكأنه العيد..
هو مشهد المصريين الذين خرجوا في ثورتي يناير ويونيو الذي لا يمكن ان تطرده الذاكرة, بل ربما كانت الموجة الثورية الثانية هي الاكثر تجسيدا لحالة العشق الذي تكنه قلوب المصريين تجاه بلدهم.. من يراهم يتهيأ له انهم سيهدون الجبال هدا من اجل هذا الوطن, وهم يهتفون بكل ما أوتوا من عزم وقوة مصر.. مصر.. لكن سرعان ما انفض العيد وانزوت روح الجماعة وكأنها ثوان معدودة في حلم عابر جميل, وعاد المصريون لايامهم الرتيبة, هائمين عابسين في الشوارع, فيتعجب الرائي: أهؤلاء هم أنفسهم ابطال المشهد السابق
لا يمكن أن يشكك أحد في حب المصريين لبلدهم, فالغربة أقسي ما تكون علي الإنسان المصري, لكن المشكلة دائما في طريقة تعبير المصريين عن حبهم لبلدهم, ولنسترجع الايام التي اعقبت ثورة25 يناير عندما كان طلبة وطالبات المدارس يقومون بطلاء الارصفة ورفع القمامة بأنفسهم في مشهد رائع ومبهج, فقد شعر المصريون حينها انهم استردوا مصر من جديد, ولم تستمر تلك الروح لأنهم شعروا بانها ضاعت منهم مرة أخري, ولكي نفهم هذا السلوك المتناقض مع تلك المشاعر التي رأيناها ولم تستمر الا لايام معدودة, سنجد ان السبب هو غياب سيادة القانون, وهو سمة من سمات الدولة الرخوة كما قال العالم جونار ميردال.. مع سيادة القانون يشعر المواطن بالانتماء الحقيقي لبلده, فالمصري جيناته رائعة وهي جينات الفراعنة, لكنه يعيش في زمن مختلف,لم يجد فيه الحاكم المصلح المستنير الذي يشعر المصريون مع حكمه بالعدالة, حينها فقط سيختلف تعبير المصريين عن حبهم وتتسق مشاعرهم مع سلوكياتهم.