Thread Back Search




›› ›› ›› ››



حكايات من داخل مستشفى العباسية

اضافه رد
  • 05-02-2024 | 02:56 PM
  • ghlasa



  • سور حديدى ممتد، تتوسطه بوابة ارتفاعها 3 أمتار، المكان يستظل بغابة كثيفة من الأشجار، تحيط به من كل اتجاه. مع اقترابنا من المكان نشاهد عدداً كبيراً من حراس الأمن الموزعين على المدخل الكبير، يحدّقون فى وجوه الزوار ويشدّدون الإجراءات الأمنية، قبل السماح بدخول أى شخص.
    كل هذا القدر من الحرص ربما يشبه إجراءات دخول جهة سيادية أو سجن تابع لوزارة الداخلية، لكنها هنا لتأمين زوار مستشفى «العباسية للصحة النفسية»، يزيد عليها ضرورة موافقة الإدارة على استقبال زائرين فى توقيت مخالف للأوقات المحدّدة للزيارة.
    لا يعرف الزوار لماذا تُتخذ هذه الإجراءات؟ هل لحماية المجتمع من المرضى النفسيين أو لحماية المرضى من مجتمع يتجاهلهم ولا يعيرهم اهتماماً، خاصة بعد أن تحول المستشفى من مكان لعلاج المرضى إلى «دار إيواء» حتى لمن اكتمل شفاؤهم؟
    رحلة طويلة من البحث اكتشفنا خلالها أن هناك 700 مريض، حالتهم الصحية مستقرة، لكنهم ما زالوا خلف الأسوار لسنوات طويلة، لأن أسرهم نسيتهم أو تناست وجودهم، وهم السواد الأعظم من المرضى النفسيين، حيث يُقدّر عدد نزلاء المستشفى بـ1190 مريضاً، فإذا كان من بينهم 700 تعافوا أو حالاتهم مستقرة، وما زالوا يعيشون فى مكان يوصف قاطنوه بـ«المجانين»، فهناك خلل يجب البحث فى أسبابه، لأن المستشفى الآن تحول إلى دار للمسنين، أو مأوى لمن لا مأوى له، ولا عزاء لإنسانية المصريين.
    دخلنا مستشفى الصحة النفسية لرصد هذه الظاهرة، وبعد الإجراءات الرسمية المعتادة، والتفتيش والتأكد من سبب الزيارة والتصريح بها من مدير المستشفى، وأمام عنبر 15، استمعنا إلى صوت قوى لـ«دى جى» و«ساوند سيستم» وصوت مرتفع لإحدى أغانى المهرجانات، كأننا دخلنا أحد الأفراح الشعبية، اقتربنا من الجمع الذى مثلت سيدات مستشفى الصحة النفسية أغلبه، حالة من البهجة بين النزيلات، عامل الـ«دى جى» يغيّر الأغنية بأخرى أكثر صخباً، تتمايل السيدات فى دلال، ويتراقصن على أنغام الموسيقى السريعة، يلتحمن ويبتعدن، تتوقف الموسيقى، فلا يتوقفن عن الرقص، تعود مرة أخرى أشد بهجة، فى الحفل الذى أقامته الشئون الاجتماعية بالمستشفى، للترفيه عن المرضى النفسيين لقسم «15» الذى يُعد من أكبر أقسام السيدات بالمستشفى. سيدات القسم تبدو على ملامحهن الطيبة والمودة، مع بعض التخوّف من الغرباء الذى لا يجعلهن مقبلات على التعامل مع أشخاص لا يعرفنهم، حاولنا الاقتراب منهن، شغلتهن بهجة الموسيقى، تعايشن مع وجودنا داخل المكان، السيدات فى عنبر 15 وغيره من عنابر المستشفى، حليقات الشعر، ملابسهن ليست أكثر من ملابس بيت بسيطة، جلابيب أو بيجامات منزلية، لكنهن ما زلن يشعرن بأنوثتهن، رغم خلع المستشفى عنهم أكثر تعبير عن مظاهر الأنوثة، بحرمانهن من شعورهن.
    انتهى الحفل، والتقينا بسيدة أربعينية، تبعناها إلى عنبر 15، كانت تجلس على سرير بسيط، ترتدى «جلباب بيتى» يمتزج فيه الأبيض بالبرتقالى، وتغطى رأسها بغطاء رأس من التريكو الأحمر، وعلى عكس النظرات المترقبة خارج العنبر، وأثناء الحفل استقبلتنا بضحكة بسيطة ووجه بشوش، تعرفنا على «ف. ح» بعينيها المليئة بالأسرار. سيدة تبلغ من العمر 41 سنة، ترفض الخروج من مستشفى العباسية، بعد قضاء أكثر من 15 عاماً بعيدة عن العالم الخارجى، وعن مبرراتها تقول: «أنا مش تعبانة ومش باشتكى من حاجة، أنا أصلاً تايهة من أهلى، وكنت عايشة مع ناس فى شبرا مصر، اتربيت عندهم وأنا عندى 8 سنين، ولما كبرت وبقيت شابة ابنهم اتجوزنى عرفى، وأمه لما عرفت إنى حامل طردتنى فى الشارع، وفضلت ماشية، فقابلنى واحد قال لى تعالى عند أمى فى شبرا الخيمة، رُحت وخلفت ابنى هناك، وبعدها بأيام ابن الست اللى عايشة معاها ضربنى، فهربت بابنى ونزلت الشارع، وفى نفس اليوم شافنى عسكرى وقبض عليا، وجابنى على مستشفى العباسية، وحطوا ابنى فى الملجأ». توقفت عن الكلام وفكرت لثوانٍ، ثم قالت: «أنا عايزة أخرج من المستشفى، بس مفيش حد يستلمنى، الدكتور عايز يخرّجنى، بس ماليش مكان بره، وماينفعش أقعد لوحدى، هنا المعاملة كويسة، والأكل تمام، واتعلمت الرسم والقراءة والكتابة وصناعة السجاد، بس لاقيتها متعبة وماقدرتش أكمل، وزميلاتى فى العنبر فيه منهم ناس كويسة وعاقلة، وفيه ناس تعبانة، عايزين يخرجوا، بس أهلهم بيرجعوهم تانى، وأنا نفسى أقعد فى المستشفى، وفى نفس الوقت نفسى أخرج بره وأشتغل وأبقى حرة نفسى، بس مشكلتى هعيش مع مين بره بعد ما اتعودت على العباسية».



    قسم «30 جديد»، أحد أقسام وحدة السيدات المطورة، وكل نزيلاته من المرضى المتحسنات، وتجاوزت بعضهن الـ20 عاماً داخل المستشفى، من بينهن «ع. م»، تبلغ 41 سنة، قضت منها 16 عاماً خلف أسوار المستشفى بإرادتها، فهى لا تريد الخروج، رغم أن مظهرها يختلف عن غيرها من النزيلات، فرغم بساطتها فإنها تبدو أنيقة، ترتدى ملابس عصرية، وتهتم بالاكسسوارات والزينة، وتغطى شعرها الحليق بـ«كاب» أبيض.. استقبلتنا بابتسامة لا تخلو من كبرياء يمتزج بالحزن، وقالت: «دخلت المستشفى من 16 سنة للعلاج من الإدمان، والدى هو اللى جابنى علشان أتعالج من البرشام اللى كنت باخده، وكان السبب فى إدمانى مجموعة من أصدقاء السوء، وعايزة أقول إن وجع القلب والمصايب مابيجيش إلا من أقرب الناس ليكى»


    المرضى أصبحوا «أصحاء».. والأصحاء تحولوا إلى «مرضى» بالجحود وعدم الإنسانية


    وبنظرة حزينة أكملت: «محدش من أهلى بيسأل عليا إلا (إيمان) بنت خالتى، هى اللى واقفة جانبى، وللأسف أخويا الوحيد، مابيجيش خالص، وأكتر من مرة خرجت مع إخصائية حقوق المرضى، ورُحت لأهلى، لكن رجعونى مرة تانية، حتى خالى رفض استلامى، وآخر مرة اتصل المستشفى بأخويا، فقال إنه بيعتبرنى متوفية».
    وعن أسباب عدم رغبة أهلها فى تسلمها، تقول: «بصراحة أنا تعبتهم قوى فى علاجى، وكنت كل ما أبطل المخدرات، أرجع تانى، ولما صممت إنى أبطل بقيت مريضة نفسية، بس أنا عملت شغل جامد فى المستشفى، ومثلت مسرحيتين، عملت مسرحية اسمها (جعلونى مريضاً)، وقمت فيها بدور فتاة جامعية، ومسرحية اسمها (جزيرة المحبة)، وآخر مسرحية عملتها (عفريت لكل مواطن)، وقدمت فيها 3 أدوار، وكمان اتعلمت شغل السجاد، ولو فكرت فى الخروج من المستشفى أبقى مجنونة بنت مجانين، لأن هنا أحسن من بره، هنا فيه رعاية ورحلات ومسرحيات وباكتب شعر وقصص وبارسم وممكن أكمل تعليمى، وخروج من المستشفى مش هخرج، عشان السمكة لما تخرج من الميه بتموت، وأنا اتعودت على هنا، هروح فين لو خرجت بره، أكيد هتبهدل عشان ماليش مكان بره، شوفى كام مريض نفسى مرميين على الرصيف، لأن أهلهم رفضوا تسلمهم، وبيقولوا عليهم مجانين».
    فى الغرفة المجاورة، امرأة حفرت السنوات ملامحها، تجلس بسكينة، مرتدية جلباباً أحمر قديماً جداً، تغطى شعرها بطرحة زرقاء وترتدى عقداً من الصدف فى رقبتها، هى «سميرة. م. ر» تبلغ من العمر 60 سنة، قالت: «بقالى فى المستشفى 20 سنة، ودخلت المستشفى عشان جات لى حالة نفسية، لما جوزى وأبويا ماتوا، تعبت أوى وماعرفتش أعمل حاجة، ولا أقف على بوتاجاز، ولا أحلب بهايم ولا أخبز، وأنا من الفلاحين من بلد فى مركز الباجور منوفية، وكنت باحلب وأعجن وأخبز، وأروح الغيط أجيب برسيم للبهايم، بعدها أخويا جابنى المستشفى، بعد ما عرضنى على دكاترة كتير، وكنت بادفع 300 جنيه شهرياً مقابل علاجى، دلوقتى باتعالج على نفقة الدولة، ومبسوطة والحمد لله». وتضيف: «عندى 3 إخوات، أخ شقيقى، و2 عايشين فى البلد، بس أخويا مابيخليهومش يجوا، هو بس اللى بيحبنى، ومش عايزهم يجوا لى، علشان هما إخواتى من أبويا ومابيحبونيش، ومن 20 سنة أهلى جوزونى واحد متجوز وعنده أولاد، وخلفت منه ولد، وابنى دلوقتى متجوز ومخلف عيال كبار، بس ما اعرفش بيشتغل إيه، هو موظف فى وظيفة كويسة، وعايش فى إسماعيلية، وانا لما جيت المستشفى أولاد جوزى خدوا ابنى يربوه، ومنعونى أشوفه، وبقيت طول النهار ألطم على وشى من الزعل، وتعبت أكتر من الأول، وخلعت سنانى من المرض اللى عندى، وبعدين الحمد لله والشكر لله، أولاد جوزى استنوا لما ابنى كبر وبقى راجل، وجابوه لى أشوفه لحد ما أولاد جوزى ماتوا ومابقاش عايش غير بنات جوزى، وأنا مش متضايقة أن أخويا دخلنى المستشفى، لأن مين هيراعينى فى البلد، ومين أساساً اللى هيطيق واحدة مريضة، وابنى متجوز ومراته مش هترضى أعيش معاها ومع عياله، هيقدر إزاى يراعى عياله وأنا تعبانة وجسمى بيرتعش، كانت بتيجى لى حالة عصبية، بس أحياناً ابنى بياخدنى البلد، أقعد 17 يوم ويرجعنى تانى المستشفى، بس ماقدرتش أقعد فى البلد، لأن أهلى اللى هناك مش بيحبونى، ومحدش بقى يستحمل حد، والنوبة بتيجى لى فى أى ساعة، وباتعب جداً ويجيبوا لى حقن وأدوية على ما أخف تانى». وتابعت وقد اكتست ملامحها بالحزن: «ابنى وأخويا محدش فيهم جالى فى عيد الأم وجاب لى هدية، كلهم ملهيين فى أولادهم وزوجاتهم، وكانوا مواعدينى ييجوا لى النهارده ولسه ماجوش، أهو منتظراهم من طلعة النهار»، وهى تشير إلى جلباب أسود بجوارها، «شوفوا أنا حاطة الجلابية أهو على السرير على أساس ألبسها لما ييجوا ومالبستهاش لسه، هما بيزورنى كل شهر مرة، وساعات بيقطعوا الزيارات، بس أنا فى المستشفى مرتاحة وباكل واشرب، والعنبر فيه بوتاجاز، باجيب أكل على حسابى، وأسلق بطاطس وأحمّر شوية رز، عندى أكل بتاعى، مش باكل أكل المستشفى، عشان بيعملوا الكوسة ميه، أكل المستشفى مش بيعجبنى، أنا باصحى كل يوم الصبح باخلى واحدة تشترى ليا بجنيه بطاطس وجرجير، والناس هنا حلوين زى عسل النحل، وأنا مش عايزة أخرج من المستشفى، أخويا لما أموت هيجى ياخدنى يكفّنى وخلاص، ويدفنى فى التُرب بتاعتنا اللى هنا، أنا مش عايزة أروح البلد، أنا كده مرتاحة، والمرض اللى بيجيبه ربنا واللى بيشفى ربنا».
    ومن قسم السيدات توجّهنا إلى قسم 27 رجال المخصص لمرضى الفصام، يضم 25 غرفة، لكن إدارة المستشفى منعتنا من الدخول، وطلبت إجراء المقابلة مع المرضى خارج العنبر، وعلى «مصطبة» مجاورة لعنبر 27، جلسنا إلى جوار «ر. أ. ر»، يبلغ من العمر 60 سنة، وقضى فى المستشفى 25 سنة، وبابتسامة ودودة وكلمات متزنة، قال: «كنت طالب فى كلية الهندسة بالمطرية، وصاحب ورشة موبيليا وديكور فى الفجالة، وكان عندى ورشة تانية فى غمرة، بقالى فى المستشفى 25 سنة، وكنت زمان طالب متفوق فى دبلوم صنايع، وجبت مجموع ودخلت كلية هندسة، لكن للأسف تركت الدراسة وأنا فى آخر سنة، وده عملى عقدة كبيرة ومالقيتش وظيفة تليق بيا، الكل كان بيقول لى عايزين مهندس متخرج، وانت طالب ماتنفعش تشتغل، لكن اشتغلت فى شركة أو اتنين أو تلاتة، وكنت باسيب الشغل على طول وماكنتش أقدر أستمر فى أى شغلانة، كنت باعانى من قلة النوم، وأفكر ليل نهار، وكان تشخيص الحالة أنى عندى نقص فى كيميا دم المخ، ورحت مستشفى (الرخاوى) فى المقطم، وكانت تكلفة الشهر الواحد 1400 جنيه، وبعد سنين خرجت منه، بعدها حصلت خناقة بينى وبين صاحب البيت، كان عايز 20 ألف جنيه عشان يسيبنى فى الشقة أو يطردنى منها، وده مبلغ كبير، فجالى ضغط عصبى شديد، ورجعت للمستشفى الخاصة، وبعدين خرجت منه وجيت مستشفى العباسية». وأضاف: «أنا خلاص اتطبعت بطبع المستشفى، وبقيت هادى من كتر السنين اللى قعدتها فيه وكمان أمى ماكانتش عايزانى أرجع البيت، منعاً للمشكلات اللى كنت باعملها مع صاحب العمارة والجيران، وبعدين دلوقتى أنا بقيت خايف أخرج بره، والناس يقولوا عليا مريض، ويرفضوا يتعاملوا معايا أو يشغّلونى أى شغلانة، بس أنا عندى أمل فى الحياة إنى أخرج وأشتغل وآخد سكن لوحدى، أو حتى لو زهقت من مستشفى

    العباسية، هطلب نقلى لمستشفى الخانكة، إخواتى ناس طيبين، لكن معظمهم مش فى مصر».




    ومن قسم 27 انتقلنا إلى قسم أول ملحق، وهو عبارة عن عنبر قديم كان مخصصاً لخيل أحد ملوك الدولة العلوية، عبارة عن طرقة طويلة تمتد لـ70 أو 80 متراً بالطول، على اليمين 30 حجرة للمرضى، وفى إحدى الغرف قابلنا رجلاً هادئاً يرتدى بيجامة زرقاء، ينظر إلى من حوله نظرة متأنية، بعينيه المليئتين بالتساؤل هو «م. ش» يبلغ من العمر 55 سنة، يقول: «عايش فى المستشفى من أكتر من 20 سنة، وقصتى تبدأ بعد حصولى على شهادة الثانوية العامة، كنت متفوق وجايب مجموع كبير، وأهلى دخّلونى كلية الطب، لأنها من كليات القمة، لكن بمجرد دخولى الكلية حسيت أن الكلية مش على هوايا وفى نفس الوقت حاولت أكمل الدراسة بأى شكل من الأشكال، لكن للأسف سقطت، واتعرضت لصدمة عصبية عنيفة أثرت على أعصابى، وحاولت أتقرب لربنا وأصلى، لدرجة أن أهلى اتصوروا أن عقلى خفّ، ودخّلونى المستشفى أول مرة علشان أتعالج، وبدأت رحلتى مع المهدئات، ولما ظهرت نتيجة الامتحانات ونجحت فرحوا جداً وخرّجونى من المستشفى، لكن تكرر الوضع مع كل مرة أسقط فيها، تسوء حالتى وأتعب لأنى ماكنتش باحب الكلية، دخلت المستشفى وخرجت منه كتير، لكن حزنى على موت أبويا وأمى أثر بشكل مباشر على نفسيتى واتحولت من سيئ إلى أسوأ، ودخلت فى حالة صوفية، وبعدت عن مشكلات وأطماع الدنيا كلها، والتصوف علمنى أكون صافى من جوه فى معاملتى مع الناس، ولما خرجت مرة كنت أقول للناس إنى كنت فى المستشفى، فكانت الناس تقول لى غلط إن حد يعرف إنك كنت فى مستشفى العباسية، مش كل الناس زى بعضها، وماينفعش تفضح نفسك مع الناس كده، وأنا حالياً مستقر هنا، لأن الناس بره بتعتبر المريض النفسى مجنون وده بيحبطنى نفسياً، وكنت باسمع الناس تقول عليا (منخوليا) أو (خانكة)، وده حطّم نفسيتى، على عكس الناس هنا اللى تطلق على لقب الشيخ، وشايفينى راجل طيب وبتاع ربنا، أنا الحمد لله حالتى مستقرة، ولو عايز أخرج هاخرج، وأهلى بيحبونى وبيجوا يزورنى كتير وبيدفعوا لى تكاليف المستشفى، ولو عايز أخرج عندى بيت العيلة فى العباسية، عايش فيه أخويا وأختى، بس فى حاجة أنا عايز أقولها أنا مابقيتش عارف أنا عايز إيه؟ أعيش جوه المستشفى ولّا أخرج، بس حبى للحياة مابقاش زى ما كان».


    «ع. م» بعد 16 سنة خلف أسوار المستشفى: «محدش من أهلى بقى بيسأل عليا.. ولما خرجت رجعونى تانى وقالوا لى بنعتبرك ميتة»




    وفى نفس الغرفة وعلى السرير المجاور، يجلس رجل أربعينى يرتدى بيجامة خضراء يضع يديه على وجهه وبنظرة غريبة قال: «أنا دخلت مستشفى العباسية سنة 1984 لأن أعصابى تعبانة وعندى عدم اتزان وكل ما أقف على رجلى أحس بدوخة وأقعد تانى، وكمان كان عندى شلل فى دراعى اليمين، لدرجة إن دراعى لم أستفد به فى أى شغل أو أى شىء، أنا متعلم معايا ابتدائية وساكن فى الطالبية هرم، وأهلى مش بيسألوا عليَّا كأنهم مش موجودين فى حياتى، مفيش اهتمام منهم وأنا أصلاً كنت متجوز وطلقت وعندى ولد اسمه شادى متعلم ومعاه الإعدادية وبيشتغل دلوقتى سواق فى دولة قطر مع عمه، ودى من ضمن الحاجات اللى مضايقانى إنه سافر مع عمه ومش عارف أبعتله جواب أو هو يبعت لى أى حاجة، بقالى سنة مشفتهوش من ساعة ما سافر مع عمه ومش عارف السبب، نفسى أسمع صوته أو أشوفه، أنا عندى 11 أخ وأخت، 7 صبيان و4 بنات، لكن أنا بتعصب على إخواتى البنات وبعلى صوتى لما حد يتدخل فى حياتى، مبحبش أكون تحت الميكروسكوب، وكتر العصبية هى اللى بتجيبنى المستشفى، وكمان إخواتى البنات بيتريقوا عليَّا ومعاملتهم معايا وحشة جداً ومحدش فيهم بيصرف عليَّا ولا فلوس ولا لبس، لازم أطلب منهم علشان آخد فلوس، ودى مشكلة بالنسبة ليهم، عشان كده مش عاوز أخرج من هنا، ولو خرجت هشتغل مع أخويا هو مشارك على مقلة صغيرة بيبيع لب وسودانى وحمص، هشتغل معاه فيها، لكن أخرج من المستشفى إزاى وابنى خارج مصر بيشتغل بره يعنى أخرج أعمل إيه؟».
    صمت للحظات دمعت عيناه ثم قال: «نفسى أعيش مع ابنى وإخواتى وأحس إنى جوه عيلة، لكن نظرة الناس صعبة، أنا خرجت قبل كده أكتر من 6 مرات من المستشفى ودخلتها تانى، كنت كل مرة أدخل المستشفى أقعد سنة بره مع إخواتى وآجى هنا شهرين بس لكن الحمد لله على كل شىء دلوقتى أنا حابب العيشة فى المستشفى أكتر من بره».
    الطبيب أشرف عجلان، إخصائى الطب النفسى، قال: «من خلال مناظرتى ومتابعتى لحالة هؤلاء المرضى لما يزيد على العشر سنوات، فإنهم بحاجة لنظرة مجتمعية أشمل وأعمق أخذاً فى الاعتبار حالتهم المرضية المرفوضة من المجتمع وكذلك ظروفهم الاجتماعية القهرية، حيث إن طبيعة المرض النفسى التى تفرض نوعاً من الاختلاف والناتج عن أسباب جينية ووراثية تظهر عند وجود نوع معين من التوترات المحيطة، ما يفرض على المريض طوقاً من العزلة والخوف من المجتمع غير المتفهم لحالته».
    ويضيف: «كثير من المرضى متحسنون وقادرون تماماً على الاعتماد على أنفسهم والقيام بأعباء حياتهم اليومية، ولكن تظل المشكلة الأساسية هى عدم وجود مأوى مناسب لاحتوائهم، وهنا نرى إحدى الحالات تعانى من اضطراب الفصام المصحوب ببعض الاضطرابات السلوكية وقد بدأت الحالة مصحوبة ببعض العدوانية الموجهة للأهل على سبيل المثال نتيجة الأفكار الخاطئة المترسخة للمريض ما يسمى «بالضلالات» وقد تم التحكم بهذه الأعراض باستخدام العلاج الدوائى الفعال الذى يوفره المستشفى، وهو بانتظار قرار خروجه بعد إتمام الخطة العلاجية، كذلك هناك حالة أخرى، خريج إحدى الكليات المرموقة تعرض لصدمة حسب المعلومات المتاحة من تاريخه المرضى أدت لصدمات نفسية متكررة إضافة لاستعداده الجينى لظهور الأعراض الفصامية، ودخل فى مرحلة التحسن نتيجة إعطائه العلاج المناسب لحالته، خاصة بعد خلق حالة من الاستبصار الجزئى عنده ما يمكنه من معرفة طبيعة مرضه وأهمية السيطرة على أعراضه بالالتزام بالعلاج المناسب وعدم التوقف عنه إلا بعد استشارة الطبيب المعالج، حيث إن الاضطرابات التى نعالجها هى أمراض مزمنة بالأساس ولا يتم الشفاء منها كلية، بل قد يضطر المريض للالتزام بالعلاج مدى الحياة خوفاً من حدوث الانتكاسة المرضية وللسيطرة على أعراض المرض وعدم ظهورها مرة أخرى».




    الدكتور رضا الغمراوى، مدير المستشفى، يقول: طبقاً للمادة 10 من قانون الصحة النفسية رقم 71 لسنة 2009 فهناك نوعان من المرضى، وهما المريض الإلزامى الذى يدخل المستشفى دون إرادته فى حالة عدم وجود وعى أو قدرة عقلية بما يعانيه وفى الأغلب تأتى به أسرته لعلاجه وبالفعل يتم تقييم حالته من خلال اثنين من الإخصائيين النفسيين اللذين يقرران إن كانت حالته تستدعى العلاج داخل المستشفى أم لا، وفى حالة دخوله المستشفى يعرض على إخصائى القسم وبعد 72 ساعة يأتى طبيب من المجلس القومى للصحة النفسية يكون مسئولاً عن رعاية حقوق المرضى فيقرر هل هو مريض إلزامى ويحتاج لدخول المستشفى أم لا، أما النوع الثانى من المرضى فهو المريض الذى يأتى إلى المستشفى بإرادته رغبة منه فى العلاج مثل أى مريض يتردد على أى مستشفى آخر، أما المرضى المتهمون الذين يأتون إلى المستشفى عن طريق النائب العام فيتم احتجازهم داخل المستشفى فى قسم خاص ويتم تحديد مدى قدرتهم العقلية ومسئوليتهم عن الفعل، وهل كان لديهم وعى كامل بارتكاب الجريمة لحظة ارتكابها أم لا. ويضيف «الغمراوى»: «المرض النفسى مثل أى مرض آخر، المريض إذا بدأ علاجه بطريقة صحيحة يشفى منه أو تستقر حالته، فالمرض يبدأ علاجه من 3 أسابيع إلى شهر ونصف ثم يعاد الكشف وتقيّم الحالة، فلو استقرت حالة المريض يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعى ويستكمل علاجه خارج المستشفى، مثله مثل أى مريض عادى، لكن هناك أمراضاً يستغرق علاجها وقتاً طويلاً مثل مرضى الفصام فهناك 30% من المرضى تحدث لهم نوبة الفصام مرة واحدة فقط ويتم شفاؤهم و30% من المرضى يحتاجون للمتابعة والعلاج، أما باقى النسبة فهم المرضى الذين تتدهور حالتهم ولا يستجيبون للعلاج بسهولة لذلك يمكثون فترة أطول داخل المستشفى.
    وحول المرضى المتحسنين صحياً ولكنهم باقون داخل المستشفى يقول «الغمراوى»: «المرضى الذين يمكثون لمدة طويلة حتى بعد استقرار حالتهم الصحية يعود السبب إلى أهل المريض الذين تكون لديهم مشكلة فى خروجه، حيث يشعرون بشىء من الخجل نظراً لما صوره الإعلام بأن المريض النفسى عبارة عن مجنون لا يستطيع التعامل مع من حوله، مما ترتب عليه أن الأهل فى الغالب يعتبرون أن المرض النفسى وصمة عار فى جبين العائلة، ولو كانت هناك أسرة بها مريض نفسى فسيؤثر على سمعة العائلة ويصعب زواج البنات، بالإضافة إلى أن أى شخص ينتمى إلى العائلة لن يحتل مناصب عليا وهو ما يفسر وجود تلك الحالات داخل المستشفى دون أن يسأل عنهم أحد، بل إن بعض الأهالى يتركون لنا عناوين غير صحيحة حتى لا نصل إليهم، وقد وصل عدد المرضى المتحسنين صحياً المسموح لهم بالخروج من المستشفى إلى أكثر من 700 مريض لكنهم بلا مأوى، لذلك عملنا اتفاقية مع وزارة التضامن الاجتماعى أن يتم إيداعهم فى مساكن خاصة تحت الإشراف الطبى خارج المستشفى».
    وأضاف «من ضمن العلاج النفسى العلاج بالعمل، وقد قام المستشفى بتعليم المرضى بعض الحرف المختلفة مثل فن الأركيت وصناعة الأحذية وصناعة الموبيليا، وبعض المرضى لديهم هواية الرسم فهم يقومون برسم لوحات فنية يعبر بها المريض عن مشاعره وأحياناً نقوم بعمل معارض للمرضى الذين لديهم موهبة الرسم، وقمنا بعمل معرض لمرضى التأهيل وتم بيع اللوحات كلها وثمنها عاد للمرضى».
    وعن ميزانية المستشفى قال: «المستشفى يعتمد على ميزانية مخصصة من الدولة لكنها تعتبر قليلة، فى نفس الوقت هناك أهل الخير الذين يقدمون تبرعات للمستشفى».
    صادفنا نائب مدير المستشفى دكتور سامح حجاج الذى ركز على أزمات المستشفى قائلاً: «المستشفى يعانى من مشاكل إدارية تحتاج حلولاً سريعة، والحلول غير متوافرة على الأقل فى الوقت الحالى، فعلى سبيل المثال لدينا نقص كبير فى عدد الأطباء، فمجموع الأطباء المسجلين على قوة المستشفى يصل إلى 235 طبيباً، نصفهم على الأقل مسافر للخارج والنصف الباقى مقسم بين نواب أو أستاذة كبار فى السن، ويرجع سبب الأزمة إلى موضوع الكوادر المالية للأطباء فى مصر، فمن غير المعقول أن أبحث عن أطباء مؤهلين للعمل فى الصحة النفسية وأقول لهم تقاضوا ملاليم لأن ميزانية المستشفى قليلة للغاية، بالإضافة إلى أن هناك أقساماً ليست موجودة فى المستشفى مثل المريض الذى لديه تخلف عقلى لا أملك أى وسيلة لمساعدة هذا النوع من المرضى، أما المشاكل الأخرى فتتمثل فى أن إجمالى عدد المرضى النفسيين بالمستشفى يصل إلى 1190 مريضاً، بينهم 700 مريض من المتحسنين الذين ظلوا فى المستشفى لسنوات طويلة وهو ما يمثل لنا مشكلة فى خروجهم، حيث ترفض بعض الأسر تسلم أبنائها والبعض الآخر بلا مأوى، رغم أنهم يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعى، وهناك البعض منهم لديه بعض الأعراض باقية ولكنها لا تمنع خروجه من المستشفى واستكمال علاجه فى المنزل، بشرط أن تكون لديه رعاية ومتابعة من الأسرة، لكن للأسف عادات وتقاليد وموروثات المجتمع تجعل الأسر تتبرأ من وجود أبنائها المصابين بأمراض نفسية، فتحول المستشفى من مركز للعلاج إلى دار للإيواء، وهذا يمثل مشكلة أخرى، حيث إننا مرتبطون بقبول عدد معين من المرضى يتناسب مع عدد الغرف والأسرة الموجودة بالداخل، فكيف لى أن أقبل مرضى جدداً وأين ينامون؟ ومن الناحية القانونية أستطيع إعطاء تصاريح بالخروج دون أى مسئولية على المستشفى، لكن الضمير المجتمعى يمنعنى من ذلك، لأنه إذا حدث ذلك ستجد الشوارع مليئة بالمرضى، لأنهم بالفعل ليس لهم أماكن تؤويهم أو أشخاص تتابع حالتهم، خاصة أن المريض من كثرة وجوده فى المستشفى يشعر أنه بيته الذى تعلم فيه وعاش بداخله لسنوات، ولكى يخرج من المستشفى يحتاج فى المرحلة الأولى لمتابعة من الأسرة وأن يأتى فى ميعاده المحدد لأخذ علاجه من العيادات الخارجية التى تصرف العلاج بالمجان، لذا يسعى المستشفى منذ شهور وبمجهود كثير من زملائنا، سواء أطباء أو إخصائيين اجتماعيين أو موظفين إداريين، بشتى الطرق لأن تكون هناك قناة اتصال مع وزارة التضامن الاجتماعى لخروج المرضى بلا مأوى لدار تابعة لها ونحن كمستشفى العباسية لدينا وحدة رائدة فى مصر تسمى وحدة طب المجتمع، أى أن المريض النفسى يجب أن يعالج فى مجتمعه وليس احتجازه أو حبسه فى المستشفى، ونجحنا فى خروج بعض المرضى المستقرين صحياً تحت إشراف «طب المجتمع» التى تعد وحدة رائدة جداً، لأنها تتابع المريض فى منزله، بدأنا فى تنفيذها منذ سنوات قليلة نتيجة نقص فى كوادر كثيرة جداً، خاصة الكوادر المؤهلة سواء فى الأطباء أو الإخصائيين النفسيين، فوحدة طب المجتمع مقيدة حالياً بعدد معين من هؤلاء الكوادر نأمل فى زيادته فى الفترة المقبلة، وهذه الوحدة لديها حالياً 41 مريضاً، ولكن من الممكن أن تصل إلى أكثر من 90 مريضاً فى ظل الظروف الحالية، ووحدة طب المجتمع عبارة عن فريق من المستشفى يخرج بسيارة مجهزة بأدوية خاصة تذهب إلى المريض فى منزله أو تقيّم حالته وتعرف احتياجاته وتعطى له الدواء المناسب، بهذه الوحدة نحقق أكثر من هدف، خروج هذا العدد من المرضى من المستشفى ومتابعته فى منزله.


    «س. م»: «الناس هنا حلوين معانا وزى عسل النحل.. وأخويا لما أموت هييجى ياخدنى ويكفنى وخلاص»


    وقالت الدكتورة سناء السيد، رئيسة وحدات السيدات المطورة ونائبة مدير مستشفى العباسية، إن أغلب الحالات فى أقسام السيدات تعانى من عدة أمراض مثل الفصام المزمن والاضطراب الوجدانى بنسبة كبيرة بين الحالات الموجودة، وأضافت: لدينا مريضات مقيمات فى المستشفى منذ سنوات طويلة قد تصل إلى 20 و40 سنة داخل المستشفى، وبالتالى هؤلاء المريضات انعزلن تماماً عن العالم الخارجى، وللأسف المجتمع يرفضهن تماماً ويتجاهلهن، لذا فهناك قانون جديد مختص بدخول أى مريض على ألا تتجاوز فترة وجوده بالمستشفى أكثر من ثلاثة شهور.
    وتابعت: هؤلاء المريضات بلا مأوى أصبحن عبئاً كبيراً على المستشفى، خاصة أن هؤلاء المريضات أصبحن كباراً فى السن قد يتعدى عمر المريضة أكثر من 60 عاماً وأصبحن يعانين من أمراض كثيرة مثل الشيخوخة والباطنة، فأقل مريضة منهن مصابة بالسكر والضغط، والمستشفى متكفل بعلاج هؤلاء المريضات، فلدينا نقص فى التخصصات الأخرى ونقص فى إمكانيات عديدة، فليس لدينا قسم متخصص لجراحة العظام ولا حتى إخصائى أو استشارى عظام، الموجودون فى العيادة أطباء نواب أو مقيمون، كل ما يفعلونه تحويل المريض لمستشفى آخر، فإذا تعرضت مريضة للكسر فى قدميها أو فى يديها فيضطر المستشفى لنقلها إلى مستشفى الدمرداش لكى يجرى معها العلاج اللازم، بالإضافة إلى أنه لا توجد لدينا غرفة عمليات أو غرفة عناية مركزة ونعانى كثيراً فى إجراءات نقل مريضة إلى المستشفيات الأخرى.
    ويقدم المستشفى علاجاً بالعمل، من خلال قسم خاص رأينا التعرف عليه باعتباره نوعاً من العلاج التأهيلى للمريضات النفسيات، وداخل القسم عرض للمنتجات المصنوعة يدوياً بأيادى المريضات وغرفة بها ماكينة خاصة بصناعة السجاد اليدوى، عليها إحدى المريضات بابتسامة تتابعنا ونحن نتفقد المكان، وبجانب الغرفة عدة كراسى مصنوعة من البلاستيك القديم تجلس عليها المريضات فى ورشة التريكو، وكل منهن تقوم بصناعة بعض الملابس، مثل جاكيت حريمى أو بلوفرات، وغرفة أخرى بها ماكينات خياطة لصناعة الملابس الجاهزة وأثناء تجولنا داخل القسم قابلنا نبيل محمد مدير قسم العلاج بالعمل الذى بادرنا بالقول إن المستشفى به عدة أقسام للعلاج بالعمل، من بينها قسم خاص لصناعة السجاد اليدوى وقسم خاص للزخرفة وورشة للتريكو والنجارة الأركيد والكروشيه والتطريز وصناعة الأحذية والمصنوعات الخشبية، وجميع أنواع الأشغال الفنية، يتم بيعها بأسعار رمزية للجمهور، وأضاف: «يتردد على القسم 15 مريضة يومياً، من تعمل منهن داخل القسم لها مقابل مادى 4 جنيهات يومياً، ويتم اعتبارها كموظفة فى قسم التأهيل، ومواعيد العمل من الساعة 10 إلى الساعة 1 ظهراً تحسب لها يومية 4 جنيهات، وعند بيع هذه المشغولات يكون العائد للمريضات، وهناك معاملة خاصة للمريضات داخل القسم، فهناك عاملة فنية تكون بجانب المريضات أثناء عملهن بالقسم، فمنهن من ليست لها خبرة سابقة أو معرفة بهذه الحرف يتم تعليمهن وتدريبهن عليها ويتم صرف مكافأة ثابتة للمريضة التى تعمل داخل قسم العلاج بالعمل، وهى 120 جنيهاً، لأن العائد المادى ليس مربحاً، والأسعار رمزية جداً يصرف منها على المريضات وشراء الخامات، فقسم العلاج بالعمل ليس معتمداً على ميزانية المستشفى بل يعتمد على صندوق خاص يسمى العلاج بالعمل تابع للخدمة الاجتماعية والمعرض دائماً لزوار المستشفى».

    المواضيع المتشابهه:


    p;hdhj lk ]hog lsjatn hgufhsdm




    لو عجبك الموضوع اضغط شير لنشر الموضوع مع اصدقائك

      أضـغط هنـآ


    من مواضيعى
    0 صور نسوان مصر المثيرة 2024 / 2025 , صور بنات مثيرة في اوضاع اغراء ساخنة 2024 / 2025
    0 توقعات برج الجوزاء شهر يونيه 2024 ، توقعات الابراج لشهر يونية برج الجوزاء2024
    0 توقعات الابراج لعام 2024 / 2025 للدكتورة هالة عمر مع ابلة فاهيتا
    0 اخطر ما فى الجماع بين الزوج والزوجة ( الاطفال و الجنس )
    0 توقعات برج الدلو شهر يونيه 2024 ، توقعات الابراج برج الدلو شهر6 عام 2024
    0 صور حب متحركة ، صور رومانسية مخرث 2025 ، صور love w,v pf 2025
    0 صور خلفيات عيد الاضحى 2024 ، صور كل عام وانتم بخير لعيد الاضحى 2024
    0 صور قمصان نوم شفافة 2024 ، صور قمصان نوم مثيرة 2024 ، ليلة الدخلة
    0 حظك اليوم برج الاسد الجمعة28-6-2024 , برج الاسد اليوم 28 يونيو 2024
    0 حظك اليوم السبت 18-10-2025 مع ماغي فرح , ابراج اليوم 18 اكتوبر 2025
    0 حظك اليوم السبت 23-8-2025، ابراج اليوم السبت23/8/2025,حظك اليوم السبت 23اغسطس 2025
    0 صور بنات مثيرة للتعارف + ارقام جوال ، صور بنات عارية واتس اب 2024
    0 حظك اليوم برج العذراء الخميس 28-2-2024 , برج العذراء اليوم 28 فبراير 2024
    0 صور سكس ، بنات عارية ، صور ساخنة , Photo Sex, naked Girls, Hot Photos 2024 / 2025
    0 حظك اليوم الثلاثاء 4-11-2025، ابراج اليوم الثلاثاء4/11/2025,حظك اليوم الثلاثاء 4نوفمبر 2025
    0 توقعات الابراج 2024 / 2025 كارمن شماس برج العقرب
    0 وفاة الفنان عمر الشريف بعد صراع مع الزهايمر
    0 توقعات برج القوس لشهر نوفمبر 2024 - 2025
    0 صور تخرج 2024 ، صور مبروك التخرج 2024 - 2025 ، صور مبروك النجاح 2024
    0 صور منى زكى من مسلسل اسيا 2024 ، صور من مسلسل اسيا 2024
    0 صور الجماع على السرير 2025 ، صور جماع 2025 ، صور ساخنة ومثيرة جدا 2025
    0 توقعات برج الجدي لشهر مارس 2024 ، توقعات الابراج برج الجدي شهر أذار لعام 2024
    0 حظك اليوم الاربعاء 15-1-2025، ابراج اليوم الاربعاء 15/1/2025 ،حظك اليوم الاربعاء 15 يناير 2025
    0 توقعات برج السرطان لشهر اكتوبر 2024 - 2025 , توقعات الابراج شهر اكتوبر برج_السرطان2024 - 2025 نقدم لكل زوار واعضاء
    0 مميزات برج الحمل 2025 ، عيوب برج الحمل 2025
    0 صور جدول محاضرات كلية الاداب انجليزى 2024 ، جدول كلية آداب انجليزى
    0 حظك اليوم برج القوس الاربعاء 22-5-2024 , برج القوس اليوم 22 مايو 2024
    0 توقعات ابراج مواليد اليوم 28-8 28 اغسطس , معلومات عن الابراج اليوم 28/8
    0 سبب اغلاق قناة الفراعين اليوم 28-6-2024 بعد خطاب مرسى
    0 توقعات الابراج برج القوس لشهر فبراير 2024 - 2025 ، توقعات برج القوس شهر فبرايرعام2024 - 2025
    0 تحميل فيلم هاتولى راجل ، مشاهدة وتحميل فيلم هاتولي راجل النسخة الاصلية
    0 حظك اليوم السبت 10-8-2024, ابراج اليوم السبت 10/8/2024, برجك اليوم 10 اغسطس 2024
    0 صور اغراء ايتن عامر و وفاء عامر 2024 ، صور مثيرة عارية وفاء عامر 2024 واختها ايتن عامر 2024
    0 وصفة سحرية للتخسيس 3 كيلو فى الشهر ، انقاص الوزن 3كيلو شهريا
    0 حظك اليوم برج العذراء اليوم الثلاثاء 28-4-2024 ماغي فرح
    0 توقعات الابراج برج العذراء شهر اغسطس 2024 ، توقعات ماغى فرح ابراج شهر اغسطس 2024
    0 حظك اليوم برج الدلو السبت 23-2-2024 , برج الدلو اليوم 23فبراير 2024 ،ابراجghlasa
    0 صور Lamitta Franjieh 2025 ، احدث صور لاميتا فرنجية 2025
    0 حظك اليوم الجمعة 29-12-2024 / 2025 , ابراج اليوم الجمعة 29 ديسمبر 2024 / 2025 ,برجك اليوم 29/12/2024 / 2025
    0 حظك اليوم الجمعة 22-4-2024 - 2025 ، ابراج اليوم الجمعة 22/4/2024 - 2025 ، توقعات الابراج اليوم22ابريل2024 - 2025
  • 06-14-2024 | 01:32 PM
  • نجوىعادل
  • شكرااااااااااااااااااااااا

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc
adv ghlasa by : ghlasa