وأخوه من الرضاعة، يقال له: أسد الله، وأسد رسوله
. يكنى أبا عمارة، وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وكان حمزة
أسنَّ من رسول الله
بسنتين. له من الأبناء: عمارة، ويعلى، وأمامة، وسلمى، وفاطمة، وأمة الله.
حرب الفجار الثاني، وكانت بعد عام الفيل بعشرين سنة، وبعد موت أبيه عبد المطلب باثنتي عشرة سنة، ولم يكن في أيام العرب أشهر منه ولا أعظم، وتعدّ حرب الفجار أول تدريب عملي بالنسبة لحمزة
، مارس فيها التدريب العملي على استخدام السلاح، وعاش في جو المعركة والحرب الحقيقية، وكان عمره آنذاك نحو اثنتين وعشرين سنة، وكان مغرمًا بالصيد والقنص، مما يدل على مهارته في الفروسية والرمي.
عند الصفا فآذاه وشتمه، خرج سريعًا لا يقف على أحدٍ كما كان يصنع يريد الطواف بالبيت متعمدًا لأبي جهل أن يقع به، فلما دخل المسجد نظر إليه جالسًا في القوم، فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه على رأسه ضربة مملوءة، وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل، فقالوا: ما نراك يا حمزة إلا صبأت فقال حمزة: وما يمنعني وقد استبان لي ذلك منه أنا أشهد أنه رسول الله، وأن الذي يقول حق، فوالله لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين
علمت قريش أن رسول الله
قد عزَّ وامتنع، وأن حمزة
سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا يتناولونه وينالون منه، فكان حمزة ممن أعز الله به الدين
فأطار قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض فوقع على ظهره تَشْخَب رجله دمًا ثم حبا إلى الحوض ليبرّ يمينه، وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض
بلاءً عظيمًا يوم بدر وكان يقاتل بسيفين، وقد قتل أشجع شجعان قريش وأكثرهم إقدامًا؛ فقتل الأسود بن عبد الأسد وقتل شيبة بن ربيعة، وشارك في قتل عتبة بن ربيعة وهما من أشراف قريش وشجعانها، وقتل طعيمة بن عدي، وبذلك أثر أعمق الأثر في معنويات قريش، فانهارت معنوياتهم
من بدر، أظهرت اليهود له الحسد بما فتح الله عليه، فبغوا عليه ونقضوا عهدهم معه، فغزاهم رسول الله
وتحصنوا بحصونهم، فحاصرهم 15 ليلة فنزلوا على حكمه، فأجلاهم إلى أذرعات وكان حمزة
هو حامل لواء النبي في هذه المعركة
:
إلى رسول الله
فقال: يا رسول الله، اجعلني على شيء أعيش به. فقال رسول الله
: يا حمزه نفس تحييها أحب إليك أم نفس تميتها قال: بل نفس أحييها. قال: عليك بنفسك
ومثّلت به؛ لأنه كان قد قتل أباها في بدر. وحينما رأى رسول الله
ما جرى لحمزة
، حزن عليه النبي
حزنًا شديدًا وقال: رحمك الله أي عم فلقد كنت وصولاً للرحم، فعولاً للخيرات، فوالله لئن أظفرني الله بالقوم لأمثلَنَّ بسبعين منهم قال: فما برح حتى نزلت: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126]، فقال رسول الله : بل نصبر وكفّر عن يمينه ونهى عن المُثْلة
ابن تسع وخمسين سنة ودفن هو وابن أخته عبد الله بن جحش
في قبر واحد
: دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكئ على سرير
عم رسول الله
جُنُبًا، فقال رسول الله
: غسّلته الملائكة
قال: إن أفضل الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وأفضل الناس بعد الرسل الشهداء وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب 
:
لو عجبك الموضوع اضغط شير لنشر الموضوع مع اصدقائك