الأولى :
صورة أولئك النفر الذين يذهبون إلى هناك ، حيث يطفأ نور الإيمان حيث المعصية ، اشتعلت قلوب بعضهم بفتيل الحسد، فسهروا الليل وكابدوا النهار، فساروا بخطوات سريعة، متناسين هواتف النفس، بأن هذا الطريق إيذاء للمسلم، لقد دخل أحدهم على الساحر وتحدثا بحديث الغدر والخيانة، ثم ما لبث أن سمع كلمات الطمأنينة من هذا الساحر المفسد بأن كل شيء سوف يسير لما يخططون: ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ، أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ثم ما هي إلا وقت يسير حتى يشعر ذلك المسكين المبتلى بأن نفسه ليست تلك الأولى وأن حياته قد طرأ عليها أمر ما غيره مسارها إلى حيث لا يريد، قال الفضيل بن عياض : والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا أو خنزيرا بغير حق فكيف تؤذي مسلما. كم أثرت تلك الصفقات المعقودة في جنح الظلام على حياة أسر، فكم من نساء قد طلقن، كم من أبرياء قد ماتوا وكم فرق من بين الشريكين في التجارة وغيرها، فإنا لله و إنا إليه راجعون.
الثانية :
ذكر بعض الدعاة من الأحجبة التي مرت عليه ، حجاب وضع لإنسان مصاب بالعقم لا ينجب و لا يستطيع أن يأتي أهله فنفخ عليه الساحر ونفث عليه وتكلم معه و توضأ أمامه تمويهاً وهو لا يعرف أنه ساحر فكتب له حجاباً وهذا الحجاب فيه بعض أسماء الله الحسنى و المعوذات و أين توضع "تلف على ذكره " والعياذ بالله .
الثالثة :
أما حياة الساحر فهاك شيئاً منها :
اعلم أن الساحر لا يكون ساحراً حتى يكفر بالله، وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى أن الذي يعلم الساحر السحر إنما هم الشياطين. ولا يتمكن الساحر من ذلك حتى يكفر بالله العظيم ويستعين بالشياطين من دون الله. فليس الساحر بنفسه هو الذي اخترع السحر، بل إن الشياطين هم الذين علموه. وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر. فلا بد أن يجتاز الساحر امتحاناً يجربه الشيطان عليه بأكل نجاسة وصرف عبادة، ووقوع في أمر لا يجوز ولا يليق حينئذٍ يوقن الشيطان أن تلميذه من السحرة قد جاوز المرحلة، فيبدأ يسخر له من شياطين الجن من يعينه على إحداث الخلل والمرض .
فمن الأعمال التي يعملها بعض السحرة أنه قد يرتدي المصحف في نعليه ويدخل بها إلى الخلاء ويطأ بذلك البول والغائط بالمصحف ، ومنهم من يكتب آيات القرآن بالقذارة والعذرة والغائط ، ومنهم من يكتب آيات القرآن بدم الحيض ، ومنهم من يكتب آيات القرآن الكريم على أسفل نعليه وقدميه ، ومنهم من يذبح لغير الله، ومنهم من يكتب الفاتحة معكوسة ، ومنهم من يصلي بدون وضوء ، ومنهم من يظل جنباً طيلة العام ، ومنهم من يخاطب الكواكب وهم المنجمون ، ومنهم من يسجد لها من دون الله تعالى ، ومنهم من يأتي أمه في وقت السحر فيجامع أمه أو يجامع أحد محارمه.. الخ هذه الأعمال .
صورة أخيرة :
وقد يتسمى هؤلاء المشعوذين كذبا وزورا بالأطباء الشعبين، وهم في الحقيقة كهنة وسحرة يستخدمون الجن ويغررون بالناس باسم الطب الشعبي، الطب الشعبي برئ من هذه الجرائم حتى إن بعض هؤلاء الدجالين قاتله الله ليس له هم إلا الضحك على النساء فلو أتاه رجل بزوجته أو أخته أو إحدى قريباته قال لمحرمها: أخرج حتى أقرأ عليها، فبعض الأغبياء يخرجون فيأتي هذا المشعوذ بحجة القراءة فيمس جسم المرأة ويمسح على جسدها حتى تلين له لغرض خبيث في نفسه ((وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما))، بل بعضهم تعدّى به الأمر إلى الزنى بكثير من النساء بحجة أنها تحتاج إلى علاج سفلي فيخرج قريبها ليتسنى له علاجها بالعلاج السفلي فإذا به يزني بها حينئذ لا تستطيع المرأة أن تتكلم أو تشتكي لأنه أسقط في يدها عندما انتهك عرضها هذا المجرم الأثيم ثم يهددها بعد ذلك - وكذب عدو الله ولا يستطيع- بأنها لو تكلمت سوف يسلّط عليها نفرا من الجن فهو بهذا التهديد يلجم لسانها عما جرى لها معه.
المواضيع المتشابهه:
uhgl hg[k