هل من الممكن أن يتقبل الله دعاء الزوجة على زوجها، وإن كان قد ظلمها بالفعل فى بعض الأمور؟ وهل يجوز فى الأصل أن تدعو الزوجة على زوجها أم هو حرام؟ مع العلم بأن الزوج إذا كان قد ظلمها في بعض الأوقات فإنه يبدي ندمه على ذلك، ولكن في نفسه ولا يبين ذلك لزوجته حتى لا يخدش كرامته؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن دعوة المظلوم من الدعوات المستجابة الجائزة؛ كما في حديث الصحيحين: واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب. وفي الحديث: ثلاثة لا يرد دعاؤهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وأما دعاء غير المظلوم فهو من الظلم الذي لا يجوز فعله، فقد قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا.. قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية يقول: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوماً فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه... انتهى.
هذا ويتعين على الزوج عند ظلمه لزوجته أن يعتذر لها ويستسمحها ويترضاها، فقد قال أبو الدرداء لامرأته: إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبت رضيتك، فمتى ما لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق. رواه ابن عساكر.
والله أعلم.
السؤال الثانى
هل موت إنسان قد يكون نتيجة لدعوة مظلوم إذا كان هذا المظلوم حقا مظلوما، أم أن الموت ليس له علاقة بدعوة وإنما هو قضاء وقدر على الإنسان، وأن لا نجزم في الأمر وأنه مكتوب قبل أن نخلق؟ وجزاكم الله خيراً.
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه لما أرسله إلى اليمن: ... واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.
ولذلك فإذا دعاء المظلوم على الظالم بالموت أو غيره من المصائب فقد يستجيب الله تعالى له وهذا من قضاء الله تعالى وقدره، كما أن الموت والحياة وكل ما يجري في هذا الكون بقضاء الله وقدره، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 9890، والفتوى رقم: 20322 نرجو الاطلاع عليها.
هذا إذا كان الداعي مظلوماً حقا، أما إذا كان غير مظلوم فإن الله تعالى لا يستجيب لدعائه لأنه دعاء بالإثم والعدوان، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.
والله أعلم.