الاسم : أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني
تاريخ الميلاد : 164هـ/780م
مكان الميلاد : بغداد
تاريخ الوفاة : 241هـ/855م
مدرسة الفقه (المذهب) : حنابلة
العقيدة : سني
اهتمامات رئيسية : الحديث والفقه ومحاربة البدعة
أفكار مميزة : المحافظة على النصوص والابتعاد عن الرأي
نسـبه
هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
نشـأتـه
ولد الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني في بغداد في شهر ربيع الأول سنة 164 هـ 780م وتنقل بين الحجاز واليمن ودمشق. سمع من كبار المحدثين ونال قسطاً وافراً من العلم والمعرفة، حتى قال فيه الإمام الشافعي: "خرجت من بغداد فما خلّفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقَهَ من ابن حنبل".
وعن إبراهيم الحربي، قال: "رأيت أحمد ابن حنبل، فرأيت كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين من كل صنف يقول ما يشاء ويمسك عمّا يشاء". ولم يكن ابن حنبل يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا.
مـذهـبه
مذهب ابن حنبل من أكثر المذاهب السنية محافظة على النصوص وابتعاداً عن الرأي. لذا تمسك بالنص القرآني ثم بالبينة ثم بإجماع الصحابة، ولم يقبل بالقياس إلا في حالات نادرة.
منهجه العلمي ومميزات فقهه: اشتُهِرَ الإمام أنه محدِّث أكثر من أن يشتهر أنه فقيه مع أنه كان إماماً في كليهما. ومن شدة ورعه ما كان يأخذ من القياس إلا الواضح وعند الضرورة فقط وذلك لأنه كان محدِّث عصره وقد جُمِعَ له من الأحاديث ما لم يجتمع لغيره، فقد كتب مسنده من أصل سبعمائة وخمسين حديث، وكان لا يكتب إلا القرآن والحديث من هنا عُرِفَ فقه الإمام أحمد بأنه الفقه بالمأثور، فكان لا يفتي في مسألة إلا إن وجد لها من أفتى بها من قبل صحابياً كان أو تابعياً أو إماماً. وإذا وجد للصحابة قولين أو أكثر، اختار واحداً من هذه الأقوال وقد لا يترجَّح عنده قول صحابي على الآخر فيكون للإمام أحمد في هذه المسألة قولين.
وهكذا فقد تميز فقهه أنه في العبادات لا يخرج عن الأثر قيد شعرة، فليس من المعقول عنده أن يعبد أحد ربه بالقياس أو بالرأي وكان رسول الله يقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ويقول في الحج: "خذوا عني مناسككم". كان الإمام أحمد شديد الورع فيما يتعلق بالعبادات التي يعتبرها حق لله على عباده وهذا الحق لا يجوز مطلقاً أن يتساهل أو يتهاون فيه.
أما في المعاملات فيتميز فقهه بالسهولة والمرونة والصلاح لكل بيئة وعصر، فقد تمسَّك أحمد بنصوص الشرع التي غلب عليها التيسير لا التعسير. مثال ذلك أن الأصل في العقود عنده الإباحة ما لم يعارضها نص، بينما عند بعض الأئمة الأصل في العقود الحظر ما لم يرد على إباحتها نص.
وكان شديد الورع في الفتاوى وكان ينهى تلامذته أن يكتبوا عنه الأحاديث فإذا رأى أحداً يكتب عنه الفتاوى، نهاه وقال له: "لعلي أطلع فيما بعد على ما لم أطلع عليه من المعلوم فأغير فتواي فأين أجدك لأخبرك؟". من شيوخه سفيان بن عيينة والقاضي أبو يوسف ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي والشافعي وخلق كثير.وروى عنه من شيوخه عبد الرزاق والشافعي ومن تلاميذه البخاري ومسلم وأبو داود. ومن أقرانه علي بن المديني ويحيى بن معين.
محـنته
اعتقد المأمون برأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن، وطلب من ولاته في الأمصار عزل القضاة الذين لا يقولون برأيهم. وقد رأى أحمد بن حنبل أن رأي المعتزلة يحوِّل الله إلى فكرة مجرّدة لا يمكن تعقُّلُها فدافع ابن حنبل عن الذات الإلهية ورفض قبول رأي المعتزلة، فيما أكثر العلماء والأئمة أظهروا قبولهم برأي المعتزلة خوفاً من المأمون وولاته عملا بقوله تعالي :" إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان".. وألقي القبض على الإمام ابن حنبل ليؤخذ إلى الخليفة المأمون. وطلب الإمام من الله أن لا يلقاه، لأن المأمون توعّد بقتل الإمام أحمد. وفي طريقه إليه، وصل خبر وفاة المأمون، فتم رد الإمام أحمد إلى بغداد وحُبس ووَلِيَ الخلافة المعتصم، الذي امتحن الإمام، وتم تعرضه للضرب بين يديه، وقد ظل الإمام محبوساً طيلة ثمانية وعشرين شهراً. ولما تولى الخلافة الواثق، وهو أبو جعفر هارون بن المعتصم، أمر الإمام أن يختفي، فاختفى إلى أن توفّي الواثق.
وحين وصل المتوكل ابن المعتصم والأخ الأصغر للواثق إلى السلطة، خالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق من الاعتقاد بخلق القرآن، ونهى عن الجدل في ذلك. وأكرم المتوكل الإمام أحمد ابن حنبل، وأرسل إليه العطايا، ولكن الإمام رفض قبول عطايا الخليفة.
مـوآقفـه
لما كانت وقفة الإمام أحمد بن حنبل في وجه الظلم وفي وجه البدع المستحدثة التي أرادت النيل من الدين خصوصا في مسألة خلق القرآن وقفة عظيمة. وقد صمد أيضاً بالرغم من التعذيب والضرب بالسياط والحبس والملاحقة والإغراء. قد قال بعض الاشعار أثناء حبسه. من أشعاره وهو في السجن:
لعمرك ما يهوى لأحمد نكبـة من الناس إلاّ ناقص العقل مُغْـوِرُ
هو المحنة اليوم الذي يُبتلى بـه فيعتبـر السنِّـي فينـا ويسبُـرُ
شجىً في حلوق الملحدين وقرَّةٌ لأعين أهل النسك عفٌّ مشـمِّـرُ
لريحانة القرَّاء تبغون عـثـرة وكلِّكُمُ من جيفـة الكلب أقـذرُ
أضحى ابن حنبل حجَّةً مبرورةً وبِحُبِّ أحمدَ يُعـرَفُ المـتنسِّكُ
وإذا رأيت لأحمـد متنقِّصـاً فاعلم بـأنَّ سُتـورَهُ ستُهَتَّـكُ
موآقف في حيآته
-سار الإمام أحمد مرة من بغداد إلى الشام ليسمع من محدث مشهور , فلما بلغه وجده يطعم كلبا وجلس ابن حنبل واستمر المحدث في إطعامه للكلب زمنا أغضب ابن حنبل , فلما انتهى المحدث من إطعامه الكلب التفت إلى ابن حنبل وقال له : لعلك وجدت على في نفسك ؟ فأجابه : نعم .. فقال المحدث إنه ليس بأرضنا كلاب , وقد قصدني هذا الكلب , ورجاني أن أطعمه وأسقيه , فعلمت أنه جائع وظمآن فأطعمته وسقيته وأجبت رجاءه , لأني سمعت من أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم القيامة .. فابتسم ابن حنبل وقال: يكفيني هذا الحديث, وعاد إلى بغداد
آثار المعتزلة مسألة خلق القرآن وكانوا من المقربين إلى المأمون وهم الذين أخبروه بطريقة أو بأخرى على إلزام العلماء والفقهاء والمحدثين بهذا الرأي عرض الأمر على الأمام أحمد فلم يوافق ولم يرضخ كباقي العلماء فأخذ الأمام إلى سجن التعذيب وهو تحت السياط والسلطان الضعيف يرى الأمام أحمد يزداد قوة وثبات وهذا ماكان يغيظ المعتصم أكثر من أي أمر آخر .. فلما ضرب الإمام أحمد سوطا قال: بسم الله , فلما ضرب الثاني قال لا حول ولا قوة إلا بالله , فلما ضرب الرابع قال قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا فضرب تسعة وعشرين سوطا وكان رباط سرواله حاشية ثوب فانقطعت فنزل السروال إلى عانته فقال الراوي الساعة ينهتك فرمى الإمام أحمد
طرفه تحت السماء وحرك شفتيه فما كان بأسرع من أن ارتقى السروال ولم ينزل حيث قال في دعائه اللهم إني أسألك باسمك الذي ملأت به العرش إن كنت تعلم أني على الصواب فلا تهتك لي سترا . بمعية الله سبحانه وتعالى الإمام أحمد يقهر المعتصم: أقبل المعتصم وجلس على كرسيه فقال: هاتوا أحمد ابن حنبل, فجيء به فلما أن وقف بين يديه قال له المعتصم: كيف كنت يا أحمد في محبسك البارحة فقال: بخير والحمد الله إلا إني رأيت يا أمير المؤمنين في محبسك أمر عجبا, قال له وما رأيت قال : قمت في نصف الليل فتوضأت للصلاة
وصليت ركعتين , فقرأت في ركعة الحمد الله وقل أعوذ برب الناس وفي الثانية الحمد الله وقل أعوذ برب الفلق ثم جلست وتشهدت وسلمت ثم قمت فكبرت فقرأت الحمد الله وأردت أن أقرأ قل هو الله أحد فلم أقدر ثم اجتهدت أن اقرأ غير ذلك من القرآن فلم أقدر فمددت عيني في زاوية السجن فإذا القرآن مسجى ميتا فغسلته وكفنته وصليت عليه ودفنته فقال له : ويلك يا أحمد والقرآن يموت فقال له الإمام أحمد: فأنت كذا تقول: إنه مخلوق وكل مخلوق يموت فقال المعتصم: قهرنا أحمد قهرنا أحمد .
يروى : أن الامام أحمد بن حنبل بلغه أن أحد تلامذته
يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر ثم بعدها يصلى الفجر
فأراد الامام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى اليه
وقال بلغنى عنك أنك تفعل كذا وكذا.
فقال : نعم يا امام
قال له : اذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن
وكأنك تقرأه علي أي كأننى أراقب قراءتك . ثم أبلغنى غدا
فأتى اليه التلميذ فى اليوم التالى وسأله الامام فأجاب
لم أقرأ سوى عشرة أجزاء
فقال له الامام اذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذهب ثم جاء الى الامام فى اليوم التالى وقال
لم أكمل
حتى جزء عم كاملا
فقال له الامام اذن اذهب اليوم وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل
فدهش التلميذ ثم ذهب
فى اليوم التالى جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد
فسأله الامام كيف فعلت يا ولدى
فأجاب التلميذ باكيا : يا امام
والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل
يقول الله عز وجل فى حديث قدسى
يا عبادي
ان كنتم تعتقدون أنى لا أراكم
فذاك نقص فى ايمانكم
وان كنتم تعتقدون أنى أراكم
فلم جعلتمونى أهون الناظرين اليكم
من أقوال الإمام أحمد بن حنبل
1- العلم لا يعدله شيء إذا كان خالصاً
2- ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي ثم سقط
3- اجعل التقوى زادك وانصب الآخرة أمامك
4- انو الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير
5 تلين القلــــوب بأكل الحـــلال
6- التوكل قطع الاستشراف باليأس من الناس
7- إذا أحببت أن يدوم الله لك على ما تحب فدم له على ما يحب
8- اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصنه عن المسألة لغيرك
9- سئل الإمام أحمد متى يجد العبد لذة الراحة قال : عند أول قدم يضعها في الجنــة
10- قيل للإمام أحمد كم بيننا وبين عرش الرحمن قال دعوة صادقة من قلب صادق
11- نحن قوم مساكين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا
مؤلفـآته
المسند ويحوي أكثر من أربعين ألف حديث نبوي وكتاب المسند قد تعرض لعدة شروحات ومن أفضلها كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد الشيباني للشيخ أحمد البنا.
الناسخ والمنسوخ، وفضائل الصحابة، وتاريخ الإسلام
السنن في الفقه
أصول السنة
السنة
كتاب أحكام النساء
كتاب الأشربة
العلل ومعرفة الرجال
الأسامي والكنى
الرد على الجهمية والزنادقة فيما شكوا فيه من متشابه القرآن وتأولوه على غير تأويله
الزهد
مخطـوطة تنسب إلى ابن حنبل
وفآته
توفي أحمد بن حنبل يوم الجمعة 12 ربيع الأول سنة 241 هـ، وله من العمر سبع وسبعون سنة. وقد اجتمع الناس يوم جنازته حتى ملؤوا الشوارع. وحضر جنازته من الرجال مائة ألف ومن النساء ستين ألفاً، غير من كان في الطرق وعلى السطوح. وقيل أكثر من ذلك.
وقد دفن أحمد بن حنبل في بغداد في جانب الكرخ قرب مدينة تسمى الكاظمية، قبره بين مقابر المسلمين وغير معروف سوى مكان المقبرة، وقيل أنه أسلم يوم مماته عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس، وأن جميع الطوائف حزنت على موته.
إن شـآء الله كفيت ووفيت بالمعـلومآت عن الإمآم أحمـد