موضوع شامل عن شهر رمضان 1445 ، شهررمضان2024 ، رمضان كريم كل عام وانتم بخير 2024
موضوع شامل عن شهر رمضان 1445 ، شهررمضان2024 ، رمضان كريم كل عام وانتم بخير 2024
نتفق جميعاً على أن من أعظم الحرمان ألا يُستغل هذا الشهر الكريم (شهر رمضان المبارك) في مرضاة الله والقُربَ منه، إذ هو غنيمة باردة يُرزَقَها كل حيٍّ على وجه الأرض في حين أن حُرِمَها آخرون ممن هم تحت أطباق الثرى.
ولست هنا بصدد الحث على أفعال الخير في رمضان من قراءة وتدبر وصدقة وذكر وقيام وبر وإحسان وغيرها فالعاقل يُدرك جيداً كيف يبذل مستطاعه في القيام بها والاستزادة منها.
ولكني هنا أدعو وأحث وأحض إلى ميزة عظيمة جداً من مزايا الشهر، هي سانحة في غيره لكنها فيه تكون أسهل وأميز..
إنها فرصة التغيير ما منّا من أحد إلا وله عادات سيئة ومعاصٍ مألوفة قُسِرَ عليها فلم يستطع الفكاك أو التخلي عنها بَيد أن الوضع يختلف تماماً في هذا الشهر الكريم فكم من إنسانٍ غيّره رمضان وساعده الصيام والقيام والاستعانة بالله على درء وترك كل ما من شأنه أن يحول بينه وبين الطاعة أو يتسبّب في غفلته وإبعاده عن الله أو يُثنيه ويُعيقه عن معالي الأمور .
وعليه فإن المتعين على كل أحدٍ يبحث عن التغيير عليه أن يبدأ مع غرّة هذا الشهر الفضيل ويقوم بحصر أبرز عاداته وأخطائه التي تمنعه من السمو وتنأى به عن الرشد ثم يَطفِقُ في العمل على إهمالها ويعمل على استبدالها بما يضادّها من أعمال الخير والنماء.
هناك من الصفات السيئة التي تفشّت وعمّت في المجتمعات وينبغي أن توأد مع مستهل هذا الشهر - وهي على سبيل المثال لا الحصر:
- سرعة الغضب: فهناك من يَغضب لأتفه الأمور وبدون تأنٍّ ويصنع من هذا السبب بداية للقطيعة والعداء يطول وقتها أو يقصر، كان من الأدعى أن يتغافل عن كثيرٍ من أخطاء الآخرين التي لا يترتب عليها مفسدة أو مضرّة متقررة وأن يُمِرَّها فذلك أجدر أن يحيا مطمئنّ الضمير قرير البال.
وكما نُقِل عن الإمام أحمد أو غيره بأنه قال "تسعة أعشار السعادة في التغافل" فالفرصة قائمة ليبدأ أصحاب هذه الصفة بتوطين أنفسهم وتدريبها من الآن على التحلّم والهدوء «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» [متفق عليه].
- إساءة الظن: فبعد أن يقول الإنسان شيئاً ما أو يفعل أو يتصرّف تنهال عليه الظنون السيئة وتبدأ المواقف تُتّخذ تجاهة إثر ما بدر منه، ثم يَبِينُ بعد ذلك صدقه ونزاهة قلبه.. ما أجمل أن نعوّد أنفسنا جميعاً على إحسان الظن بالآخرين واستدعاء المحامل الحسنة في كل الأوقات.
وكما قال جعفر بن محمد : "التمس لأخيك أكثر من سبعين عذراً" ! ونحن لا نقول التمس سبعين عذراً ولكن نقول التمس ما تستطيعه من الأعذار؛ وإن لم تجد فاتهم نفسك أنت.
- الاستهانة بالغيبة: هناك رجُلٌ فاضل يحبه آخرون ويقدّرونه ويمضي في حاله لا يدري ما يحاكـ وراءه، فيأتي من لا يتورّع عن الغيبة ويذكر أخطاءه ويُبدي معايبه فتتغير نظرات هؤلاء إزاءه بعد أن كانوا يوقّرونه ويتوجهون إليه بأسمى آيات المحبة والتقدير القولية والفعلية.
حريٌّ بكل عاقل أن يتورع عن هذه الكبيرة من الآن وأن يترك كُلاًّ وشأنه، ولا أظن الأمر مُكلِفاً على من صَدَق، سيما ونحن في شهر الصدق والفضيلة.
- الحسد: يقول ابن تيميّة : "ما خلا جسدٌ من حسد" فيه دلالةٌ على أنه يعرِض لكل الناس ولا يسلم منه أحد لكن هناكـ من لا يدفعه ولا يجاهد في تركه فهو يتسبب في إتلاف ما لديه من حسنات ويجعل بينه وبين الآخرين حواجزاً من العداوة والبغضاء؛ وأما الصادق فلا يبوّئ للحسد مكاناً فهو يحب الآخرين ولا يتمنى زوال ما لديهم من النِّعَم، وإذا أحس بشيءٍ من الحسد تجاه أخيه فسرعان ما يدعو له من القلب ليقطع على الشيطان الطريق وليجتث جذور هذا الداء فيبقى معافاً سليماً مطمئنّ البال والضمير ..
وهذا الشهر غنيمةٌ باردة للتواصل بالآخرين ومحبتهم والتقرّب إليهم بالتودد والتهنئة والمباركة على عطاءات الله لهم والدعاء على مسمعٍ منهم وفي ظهر الغيب كذلك حتى يتحقق معنى الإخاء والعطف والرحمة بين الناس ويعم الخير وتذبل الضغائن .
- التدخين: والله لو أراد المدخّن ترك مَنْقَصَته هذه في غير رمضان لاستطاع ذلك حينما تحضر الإرادة والعزيمة فكيف بمن أراد الإقلاع عنه في شهر الصيام، ذلك أنه يبقى نصف يوم لت يتعاطى شيئاً منه! أفلا يستطيع أن يتم يومه ويشتغل بما هو أنفع له ويدعو الله على الإعانة ثم يفعل مثل ذلك في اليوم التالي وهكذا إلى أن يتنزّه عنه ويتزكّى؟ بلى.
- سماع الأغاني: الإشكال أن سُمّاع الأغاني لا يعون مدى خطورتها فهي تحول بين العبد وبين ربه وتُضعِف التعلّق به سبحانه وتنمّي الخيالات الواسعة التي تدعم الحب المحرّم وتصنع منه تعلّقاً محرّماً بالأشخاص الذين أوتوا نضارة في الوجه فتياتٍ كانوا أم شبّاناً ثم لا تسل كم تورّث بعد ذلك من الهموم والغموم وتعسير الأمور.
من القبيح جدا أن تُسمع الأغنيات في غير رمضان ومن أقبح النقائض أن تُسمع في رمضان، صيامٌ في النهار وقيام في الليل وفي سائر اليوم ذكر ومناجاة وقرآن ودعاء وصلة وصدقة.
هذه مجرّد أمثلة وإلا فالواقع متضلّع بالعادات الخاطئة والممارسات المقيتة. إن أناساً أمّلوا في بلوغ هذا الشهر ولم يدركوه فقد حال بينهم الموت وبين آمالهم؛ وها أنت تنعُم ببلوغه وتتفيأ ظلاله فاجعل منه انطلاقةً صادقة نحو رضا الله عز وجل أولا ونحو التطوّر والسمو ثانياً.
أسأل الله العلي القدير بمنّه وكرمه أن يتقبّل منّا ومنكم في هذا الشهر الكريم الصيام والقيام وتدبّر القرآن وسائر أعمال البر، وأن يعيننا على تغيير ما بذواتنا من المثالب والعيوب والنقائص والأخطاء فهو الولي على ذلك والقادر عليه .... وصلى الله وسلّم وباركـ على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن نودع شهر رمضان الكريم بأيامه ولياليه المباركة، ففي أجواء مفعمة بالإيمان والإقبال على الله صيامًا وقيامًا وتوبة يقضي المؤمنون العشر الأواخر من الشهر الفضيل طمعًا في رحمة الله، ومغفرته وأملًا في العتق من النار، عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري ومسلم].
إن رمضان الذي يوشك على الانتهاء هو مدرسة تربوية ربانية جامعة لكل خصال الخير تربي المسلم ليستقيم على طريق الحق والخير والإيمان، فهو شهر القرآن الذي تحيي آياته موات القلوب وتثبت المسلم على طريق الهداية وتبعده عن سبل الغواية: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]، وهو شهر القيام وذكر الله وعمارة بيوت الله. وصدق الله العظيم إذ يقول: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)} [النور: 36- 38].
وهو شهر يربي المسلم على العطاء والمسارعة إلى الخيرات والمشاركة الوجدانية الإيمانية لإخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، ولا جهاد إلا بصبر ولا صبر إلا بثبات وتضحية حتى يتحقق النصر، ومن هنا فإن رمضان بحق هو شهر تربية الرجال وصناعة الأبطال، رهبان الليل وفرسان النهار، وهو لذلك يذكرنا بأنه شهر الجهاد والفتوحات والانتصارات، منذ الانتصار الأول في غزوة بدر على دولة الشرك الكبرى في مكة، مروراً بانتصاراته المباركة على الحملات المغولية والصليبية والصهيونية، وكلها انتصارات حققها المسلمون المجاهدون الصائمون في رمضان.
إن رمضان يجسد كل هذه المعاني التي تتجلى أكثر في العشر الأواخر، وسيظل رمضان على امتداد الدهر هو تلك المدرسة التربوية الربانية، التي تطهر المسلم وتشحذ همته وتصلح نفسه وتطهر قلبه.
وإن أعداء الإسلام من شياطين الإنس والجن حرصًا منهم على إفساد الشهر الكريم ومحاولة تفريغه من معانيه الجامعة لكل خصال الخير يحاولون كل عام تحويله إلى موسم للتسلية واللهو وملء البطون وإشباع الشهوات، حتى تظل الأمة على وهنها وتفرقها ليسهل احتواؤها وغزوها فكريًا، وإن أعداء الإسلام لا يتوقفون عن محاولة إغراق الإنسان في أوحال الأرض وإشباع قلبه بزخارف الدنيا لينقطع عن رسالة السماء السامية، ويبتعد عن طلب الآخرة، لكن الإسلام أبى إلا أن يحتضن البشرية ويوجهها إلى طريق الله، وإن شهر رمضان هو من أهم الوسائل لذلك، وصدق الله العظيم إذ ينادي على المسلمين صباح مساء: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50].
إننا اليوم أحوج ما نكون إلى التربية في مدرسة رمضان والاستفادة بدروسه التربوية الربانية طوال العام، لنواجه قوى الشر التي استجمعت قواها وجردت حملة ظالمة وشاملة ضد الإسلام والمسلمين تحاول تشويه الإسلام دينًا وعقيدة، وتحاول خلع المسلمين من عقيدتهم السمحة بالسعي لإلغاء التعليم الإسلامي وحرمان المسلمين من تعلم مبادئ دينهم، وبالسعي لشل العمل الخيري وتجفيف منابعه، وإن على الحكومات أن تتنبه لهذه الأخطار.
وكلمة إلى أولئك الحكام الذين ضيقوا على شعوبهم ويمارسون الظلم والعنت ويزجون بالدعاة إلى الله وبالأبرياء من شعوبهم في غياهب السجون حيث التعذيب والقتل، أن ينتهزوا الفرصة قبل أن ينتهي رمضان ليتوبوا إلى الله ويعودوا إليه بالتمسك بشرعه والعمل بكتابه ثم المصالحة مع شعوبهم حتى يكون الجميع على قلب رجل واحد.. فالاتجاه إلى طريق الرحمن يقود إلى الجنة. وإلا فالمصير معروف والشواهد أمامنا، فهذا صدام يُحاكم على ظلمه وإجرامه وقتل الأبرياء واستباحة الأعراض وذلك مصير الظالمين، والدائرة تدور عليهم، وإن الله يمهل ولا يهمل.
إن العاقل هو من يحسن استثمار الأيام المباركة في طاعة الله، والكيِّس من يستفيد من نفحات هذا الشهر المبارك وخاصة في العشر الأواخر منه، ذلك في الأحوال العادية، فكيف إذا كانت الأخطار تحيط بالأمة وليس لها من دون الله كاشفة وليس للمسلمين حيالها من سبيل سوى اللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى- والوقوف ببابه والركون إليه وانتهاج السبيل التي خطها رسوله -صلى الله عليه وسلم- والتمسك بما جاء في كتابه الكريم
ولكن بعد رمضان فقدت لذة العبادة التي أجدها في رمضان ولا أجد في ذلك الحرص على العبادة..
فكثيرا ما تفوتني صلاة الفجر مع الجماعة... وانقطعت عن كثير من النوافل وقراءة القرآن.. وووووووو....
فهل لهذه المشكلة من حل أو علاج؟!
إليك أخي "10" وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان
1- أولًا وقبل كل شي طلب العون من الله -عز وجل- على الهداية والثبات وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8].
2- الإكثار من مُجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات.
3- التعرف على سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة.
4- الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر.
5- الحرص على الفرائض كالصلوات الخمس وقضاء رمضان فان في الفرائض خير عظيم.
6- الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فإن «أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل» كما قال صلى الله عليه وسلم [رواه مسلم].
7- البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل.
8- الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب.
9- البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء و أجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة.
10- وأخيرا أوصيك أخي الحبيب بالتوبة العاجلة.. التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح.
أخي المبارك لا تكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان لقد قال فيهم السلف "بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان" وداعًا أيها الحبيب إلى رمضان آخر وأنت في صحة وعافية واستقامة على دين الله إن شاء اللة
وكما قال جعفر بن محمد : "التمس لأخيك أكثر من سبعين عذراً" ! ونحن لا نقول التمس سبعين عذراً ولكن نقول التمس ما تستطيعه من الأعذار؛ وإن لم تجد فاتهم نفسك أنت
الله علي الجمال
شهر تسامح وغفران ورحمه